الخميس , مارس 28 2024
أخبار عاجلة

أستاذ ومحامي وأديب ورائد في العمل الخيري بالقرية عبدالله الفردان

أستاذ ومحامي وأديب ورائد في العمل الخيري بالقرية 

عبدالله الفردان لـ: تأسيس النادي بدعم من الجميع والصندوق ليس لمساعدة الفقراء فقط!

 

أفتخر بالتدريس أكثر من المحاماة!

انضمامي لفريق كرزكان الرياضي كان أول خطوة على سلم المجتمع، وقد رشحوني مدرباً له!

انتخبت رئيساً للنادي عام 1972 وعدت في 1983م فانتخبت مجدداً وبقيت في رئاسته عشرة سنوات، فقلت لرفقاء دربي: كفاية!

وزارة العمل رفضت النظام الأساسي للصندوق الذي أعده المؤسسون

عقد الندوات وطبع النشرات ومناقشة الأمور الصحية ومشاكل الإسكان وغيرها… كلها كانت ضمن عمل الصندوق الخيري

 

أجرى اللقاء: شوقي ملا أحمد،   تصوير: وائل الفردان

■ قليلٌ أولئك الذين خدموا المجتمع طيلة أعمارهم… قليلٌ أولئك الذين نذروا أنفسهم ليكونوا شمعة تضيء في العمل الخيري… إنهم وإن كانوا قلة بين الناس لكنهم أُمة بأعمالهم وأهدافهم النبيلة.
في هذه الحلقة نستضيف شخصية خدمت المجتمع بكل ما تعني الكلمة من معنى… عشرون عاماً وضيفنا الأستاذ المحامي عبد الله محمد الفردان يُقدم للعمل الخيري وللمجتمع كل ما يستطيع… فمن ضمن المؤسسين لنادي كرزكان الثقافي والرياضي وأحد رؤساء إداراته إلى ثمان سنوات متواصلة في إدارة الصندوق الخيري، ولم يقف عند هذا الحد… بل واصل مشواره في الإشراف على بناء وتجديد مأتم شباب كرزكان (المأتم الشمالي)… كل ذلك من أجل مُجتمعٍ تسوده الإخوة كالبنيان المرصوص… ولكي نتعرف على المزيد من حياة الأستاذ دعونا معه في حلقتين من هذا اللقاء… .
 

المحور الأول (النشأة)…

■ رغم التحديات والظروف القاسية التي تُحيط بالمجتمع كنتم من الشخصيات التي صنعت نفسها بنفسها والتي كان لها أثر كبير على تربية الجيل… أبومحمد. حدثنا عن تلك الشخصية منذ نشأتها الأولى…

صورة التقطت في عام 1973م (تقريباً) بمدرسة شهركان الابتدائية للبنين (اضغطها للتكبير)

أولاً وقبل البدء، أشكركم شكراً جزيلاً على هذه الثقة الغالية… وأقدرها بكل ما أملك من معاني التقدير السامية.

لقد فقدتُ الوالد وأنا في سن الرضاعة، تفتحت عيناي في وجه أمُي الغالية التي رعتني خير رعاية… لا أنساها وهي تمسكُ بيدي وأنا طفلٌ صغير إلى مدرسة كرزكان الابتدائية. كانت الحياة قاسية والعيش صعب… لقد كنتُ أُمارس الأعمال الخشنة وأنا ابن ست سنوات طالبٌ في المدرسة.
لمتني هذه المرحلة بالذات الكثير الكثير… فنشأتُ وأنا مُحاط برحمة الله التي وسعت كل شيء. بعد التخرج من الابتدائية (مدرسة كرزكان خامس ابتدائي. مدرسة الخميس سادس ابتدائي) التحقت بمدرسة الصناعة ثم الثانوية العامة (منازل) تخصص علوم، بعد ذلك قبلتُ في وزارة الأشغال ثم قِطاع التدريس بوزارة التربية والتعليم مدرس في مدرسة كرزكان الإبتدائية. بينما أنا أُدرس في مدرسة كرزكان صباحاً كنتُ أأخذ دروساً نظامية في المدرسة الغربية ولمُدة سنتين نظاميتين.

صورة تعود لسنة 1975م التقطت في حديقة جمال عبد الناصر بلبنان أثناء رحلة الدراسة

ويظهر بالصورة من جهة اليمين المرحوم الأستاذ عبد الرسول الفردان ، الأستاذ ناجي ،

الأستاذ محمد حبيب ، الأستاذ علي أيوب ، الأستاذ عبد الله الفردان

 

في سن السادسة عشر من عمري ابتدأت أرى المجتمع بوضوح، أول خطوة خطوتها على سلم المجتمع هو انظمامي لفريق كرزكان الرياضي، في ذلك الأثناء كان زملائي الذين معي في الفريق ينظرون لي نظرة خاصة فقد أُنيطت لي مهمة تدريب الفريق والإجتماع مع الشباب وما إلى ذلك… قد يكون ذلك من باب الرعاية أوالاحترام.

تطور الفريق شيئاً فشيئاً إلى أن أصبح فيما بعد نادي كرزكان الرياضي والثقافي والذي انتخبت فيه رئيساً في 31/12/1972م.

ابتعدت عن العمل الخيري في النادي بهدف التفرغ للدراسة الجامعية… بعد التخرج من جامعة بيروت قدمتُ استقالتي من التدريس والتحقت بوزارة العدل والشئون الأسلاميه وذلك قبل الفصل بين الوزارتين… في عام 1983م رجعتُ من جديد للإنخراط في العمل الخيري والذي دمتُ معه سنوات طويلة.

■ أيهما أقرب إلى نفسك مدرس أم مُحامي؟

أعتبرُ التدريس محطة مهمة في حياتي، فالتدريس هوالذي صقلني ومن خلاله استطعت أن أنطلق في الحياة بدون تكلًف.
تربيتي لأبنائي الطلبة وحل مشاكلهم هيأني نفسياً لخوض تجربة المحاماة من غير أن أجد في ذلك صعوبة. بعد تخرجي من جامعة بيروت عام 1980 م استطعت أن أفتح مكتب من دون تعسير وذلك بفضل الله تعالى ومن ثم تجربتي المدرسية.
ولكي أكونُ صريحاً (أنا أفتخر بالتدريس أكثر من المحاماة) ولوأن المحاماة إحقاق الحق والدفاع عن المظلومين شرفٌ أعتز به.

 

صورتان التقطتا في عام 1974م (تقريباً) بمدرسة شهركان الابتدائية للبنين
(اضغطها للتكبير)

 

المحور الثاني ( نادي كرزكان الثقافي والرياضي)

 من المعلوم لكل مُتابع لسير المجتمع أنكم من أصحاب البصمات الرائعة في العمل الخيري… رأستم نادي كرزكان الثقافي والرياضي مايُقارب عشر سنوات، لقد كانت لكم بصماتكم التأسيسية في النادي… كيف كان التأسيس ومن أين بدأ؟

 

الأستاذ عبدالله الفردان رئيس النادي وبعض رواد المكتبة آنذاك
(اضغطها للتكبير)

التقطت الصورة بتاريخ 14/8/1988م و تجمع من جهة اليسار منصور الفردان، الاستاذ حسن بو حسن، الاستاذ عبد الله الفردان، الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة بمناسبة توليه منصبه الجديد بالمؤسسة العامة للشباب و الرياضة و للتباحث حول مشاكل النادي…. (اضغطها للتكبير)

تشكيلة النادي الإدارية في الثمانينات

الأستاذ عبدالله يلقي كلمة في حفل بالنادي القديم (شمال القرية)

إحدى مشاركات الصندوق الخيري في احدى الفعاليات الخاصة بالمسنين عام 1999م

في عام 1968 م أخذ نادي كرزكان الثقافي والرياضي الصيغة الرسمية، بعد أن كان لا يعدو كونه فريق كرة قدم. لقد واجهنا الكثير عند التأسيس وخصوصاً الإجراءات الشكلية والقانونية… الإجراءات الشكلية والقانونية هي أن يلتزم ويتعهد الفريق على تشكيل إدارة… بعد الإنتهاء من تشكيل الإدارة تتقدم بطلب ترخيص من مؤسسة الشباب والرياضة فإذا وافقت المؤسسة على الإدارة يتم تشكيل الجمعية العمومية ثم الإنتخابات… انتهينا من كل هذه الإجراءات بصعوبة وأول رئيس انتخبته الجمعية العمومية هوالحاج جاسم محمد مكي ثم الحاج عبد الله رمضان ثم الحاج محمد كاظم الفردان فأخوه أحمد إبراهيم الفردان. 
في عام 1972 م كما أسلفتُ انتخبت رئيساً لنادي كرزكان الثقافي

والرياضي… ثم انقطعت عن العمل الخيري لظروف دراستي الجامعية حتى عام 1983 م انتخبت رئيساً بالإقتراع السري واستمرت رئاستي عشر سنوات متواصلة.

في عام 1992 م… قلتُ لإخواني ورفقاء دربي: كفاية عشر سنوات متتالية أمضيتها في رئاسة نادي كرزكان، دعوني أفسح المجال لشباب القرية ففيهم الكفاءات. فردوا: الشرط ما بيننا وبينك أن يكتمل بناء النادي الجديد… والحمد الله بُني النادي وكان من ضمن أربعة نوادي في البحرين أُطلق عليها نمُوذجية.

■ ما أهم الصعوبات التي واجهتكم في مرحلة الإنطلاقة الحركية الاجتماعية للنادي؟

هناك صعوبات واجهتنا في المرحلة الأولى للنادي وذلك لأن النادي المؤسسة الأهلية الوحيدة التي تهتم بشئون المجتمع، فلم يكن هناك مؤسسة الصندوق الخيري ولم يكن هناك مؤسسة الموكب الحسيني… لقد كان النادي يتحمل كل تلك الأعباء… كما أن النادي اهتم بمشروع (محوالأمية)… كان يستوعب ويحتضن كل من لا يُجيد القراءة والكتابة ويقوم بتدريسهم وتعليمهم… كما كان الشيخ زين الدين قدس سره يدعم النادي معنوياً وكانت له توجيهاته الرائعة في تشجيع الخامات الشبابية.
لقد استقام نادي كرزكان ووقف على رجليه بفضل الله تعالى ومن ثم جهود رجالات من قرية كرزكان لهم بصماتهم وأثارهم المادية والمعنوية والتي لا زالت موجودة إلى الآن.

■ في نظركم… هل قدم النادي ما هومطلوبٌ منه، أم أن هناك عوائق واجهته في ذلك؟

بشائر الخير بدأت في اتحادٍ رياضي ثقافي إجتماعي، سواء بين مُؤسسات القرية أوبين نوادي المنطقة والحمد لله… النادي اليوم جزء لا يتجزأ من مُؤسسات في قرية كرزكان مُتكاتفة متكافلة تسعى لتحقيق هدف واحد وهو رضا الله سبحانه وتعالى ثم رصّ المجتمع بعضه ببعض وخلق حالة من الثقة المتبادلة بين جميع المُؤسسات… وهذا ما نتمناه دائماً.

■ ماذا كان رأيكم الشخصي في مسألة الدمج بين الأندية؟ وما هو توجيهكم الآن في هذا الشأن؟

كل عاقل على وجه الأرض لا يرفض الدمج الإيجابي الذي يُمثل الوحدة والتماسك والتعاون، الدمج الذي نحبذه ونطالب به يجب أن تتوفر فيه شروط, أهمها: خلق حالة من التفاهم الإيجابي بين الأندية المندمجة، صهر النوادي المتفرقة في نادي واحد بحيث تكون هناك وحدة هدف مُشتركة، نبذ الإقليمية المضرة… وغيرها.

إذا توافرت كل هذه الشروط فأنا مع الدمج ولوكان جعل نوادي البحرين في نادٍ واحد المشكلة يا عزيزي بين مُشرقٍ ومغرب، بين آراء مُتضاربة وأفكار لا تنسجم مع بعضها، المشكلة في النزوات والأفكار الغريبة التي من شأنها إضعاف فكرة الدمج وأهدافه.
نضرب مثالاً على ذلك: نادي كرزكان يحب ممارسة جميع الأنشطة من ثقافية ورياضية وغيرها… نادي آخر لا تهمه الثقافة والندوات الفكرية، همه الوحيد الرياضة فقط، في مثل هذه الحالات تنفتح لنا ثغرات قد تُضعف الدمج بين الأندية.

المحور الثالث ( صندوق كرزكان الخيري)

■ صندوق كرزكان الخيري وكأول رئيس مسك زُمام أموره كمُؤسسة مستقلة… كيف كان التأسيس لصندوق كرزكان الخيري ؟

 

بعد ابتعادي عن رئاسة نادي كرزكان بشهرين أوثلاثة جاءني سماحة الشيخ خليل الشاخوري وإبراهيم خلف وطلبوا مني أن أقوم بمسك زُمام موضوع الصندوق الخيري، حاولتُ الاعتذار لكوني للتو خارج من إدارة النادي ولكنهم قالوا لي بأن الموضوع قانوني ويحتاج إلى تخصص وما إلى ذلك … وافقتُ وانضممت لمجموعةٍ من المؤمنين كمؤسسين لصندوق كرزكان الخيري.
دعانا الشيخ خليل الشاخوري لحضور اجتماع في جامع كرزكان وقد كُنا ثلاثون شخصاً من الكوادر الشابة والشخصيات المهمة في كرزكان، ابتدأ الشيخ خليل يشرح أهمية إيجاد صندوق خيري في كرزكان، ثم توالت الاجتماعات لتنضيج الفكرة وعلى أثر تلك الاجتماعات وضع النظام الأساسي للصندوق.

عُرض النظام الأساسي بصفةٍ رسميه على وزارة العمل التي أبدت عدم موافقتها على صياغة النظام الأساسي من مُؤسسي الصندوق واعتبرت النظام الأساسي لجميع الصناديق الخيرية في البحرين يتبع نظام الجمعيات في وزارة العمل وطالبت بمجلس أُمناء يُوقعون على النظام الأساسي… بعد التصديق على النظام الأساسي من وزارة العمل ووزارة العدل تشكلت الجمعية العمومية لصندوق كرزكان الخيري.
مسكتُ زُمام رئاسة الصندوق الخيري منذُ تأسيسه عام 1992م حتى عام 2000 م أي ما يُقارب ثمان سنوات كلها بالإقتراع السري.

■ هناك تساءل يتردد على شفاه البعض… هل دور الصندوق الخيري محصوراً في مساعدة الفقراء؟ أم أن الصندوق ينبغي أن يلعب دوراً تثقيفاً وأجتماعياً أكبر؟

الصندوق الخيري ومنذُ تأسيسه لعب دوراً تثقيفاً واجتماعياً… 
(وهنا أخرج الأستاذ عبدالله من بين مجموعة مُستندات نشرة… وأردف قائلاً:)
هذه نشرة… أليس كذلك. (نعم)… لاحظ الصورة التي أمامك… إنها صورة اجتماع ضم سبع قُرى من المنطقة الغربية… هذا الإجتماع مُخصص للنقاش حول موضوع المركز الصحي التابع للمنطقة.
هذه النشرة التي بين أيدينا لم تأتِ من فراغ… إنها نشرة دورية تصدرها صناديق المنطقة… أضف إلى ذلك حتى المشاكل المتعلقة بالبلدية كُنا نُناقشها ونسعى لحلها.
بالنسبة إلى الصحة جلسنا مع إدارة مركز الكويت الصحي عدة جلسات نُناقش فيها مجموعة من القضايا المتصلة بالمركز الصحي.

هذه النشرة التي أمامنا هي واقع ملموس لا يُمكن تكذيبه أبداً… ممكن الآن تقرأ ما هومكتوبٌ على واجهة النشرة… (إن لم تكن مع الخيرين فلا تكن عليهم)(إصدار كُتيب تُراثي للقرى السبع)( عقد الندوات الثقافية والإرشادية )… ومزيد من الأنشطة والفعاليات.
إذاً عمل الصندوق الخيري لم يكن محصوراً على مُساعدة الُفقراء فحسب، بل كُنا نتابع حتى ملف الوحدات السكنية… وإلى اليوم أعتقد أن الصندوق لازال في حيويته ونشاطه… ولا زال الزواج الجماعي قائماً إلى يومنا هذا مما يدل على أن الصندوق الخيري لم يقتصر على مُساعدة الفقراء… أضف إلى كل ما ذكرته أن الصندوق لم تقتصر أنشطته وفعالياته على كرزكان فقط، بل تجاوز الحدود الإقليمية الكرزكانية وساهم في العديد من الأنشطة على مستوى البحرين… ولإثبات ذلك لديه المستندات الرسمية.

 

 

 

صورة التقطت في عام 1977م (تقريباً) بمناسبة قرب انتهاء العام الدراسي.
(اضغطها للتكبير)

 صورة التقطت بتاريخ 22/7/1979م ببيروت اثناء السفر للدراسة و يظهر بالصورة الاستاذ عبد الله الفردان (يمين) و الاستاذ عبد 
الله مكي خلف (يسار)

 

عن حسين خلف

شاهد أيضا

رئيس مجلس إدارة مركز تمكين شباب كرزكان منصور الفردان وأعضاء مجلس الإدارة وكافة م…

رئيس مجلس إدارة مركز تمكين شباب كرزكان منصور الفردان وأعضاء مجلس الإدارة وكافة منتسبيه يباركون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *