ج: في الحقيقة هناك قصائد عديدة جداً لاقت استحسان الجمهور خصوصاً في كرزكان . أتذكر آخر قصيدة ألقيتها في المأتم قبل شهر أو شهرين في مولد الأمام الحسين (ع) بالشعر الحر تتحدث عن الشأن السياسي المحلي ،القصيدة هذه يبدو أنها لاقت استحسان الجمهور .
شاركت بها في أكثر من مأتم ، كرزكان وكرباباد و المقشع . أثارت بعض القلقلة بين مؤيد و معارض ويبدو أن المؤيدين كانوا اكثر .
– هل تشعر أن هذه القصيدة ذاتها فعلاً هي القصيدة التي اصطدمت ببعض الآراء ؟
ج: هذه قصيدة من عدة قصائد ، أنا ألتزم في كتابة قصائدي بخط فكري أومن به وهو خط السيد الأمام (رض) ولن أخشى أي سلطة ولا أي أحد حينما أدافع عن أفكاري وعن المبدأ الذي أومن به .
-بارك الله فيك أستاذ جعفر ، عرف عنك بأنك بقدر ما أنت صاحب كلمة رسالية ناقدة أنت أيضاً صاحب قصائد فكاهية جميلة هادفة .. لو أسمعتنا شيء منها أو أعطيتنا فكرة عنها ..
ج: لدي بعض القصائد الفكاهية ، بعض القصائد هي قصائد خاصة أذكر فيها بعض الأشخاص من أخواني وأصدقائي أتجنب الحديث عنها .. لكن لدي قصيدة فكاهية عامة أرسلتها إلى زاوية طاش ما طاش في جريدة أخبار الخليج قبل 12 سنة تقريباً ، أقول فيها :
ولم من يمت بالبير مات بدعمــــة
ومهما نجى يوماً سيفشخه بيكبٌ
ولا تدعي أن الكلام أخرطي أمرطي
ولا تسل الدكتور يكفي المجرب
فيوم من الأيام شفت مطلـــوخاً
بوجه كلفسٍ مثلما التيس أجرب
وكانت عليه كشة مثل سدرة
فيبدو كصنبور إلى الفحم أقرب
وسايلته من أين هذا البليلج
ألا تدري نار المرقد شي يعذب
فقال : أنا حر فشولا تسايل
عجيب أ في البحرين من هذا تعجب
-ما رأيكم في الشعر الفصيح و الشعر العامي وما هو وجه المقارنة بينهما ؟
ج: لكل من ألوان الشعر رواده و جمهوره ، طبعاً الشعر الفصيح هو الأصل الشعر العربي الفصيح ليس كل شاعر يستطيع أن يخوض في بحره ، لابد أن يكون شاعراً متمكناً لديه ثروة لغوية و إطلاع غزير في اللغة العربية . أما بالنسبة للشعر العامي فهو أقرب إلى النفوس ، ربما يستطيع الشاعر أن يوصل الكلمة التي يريدها بكل سهولة وبدون تكلف ، وبذلك يأسر الأعماق و القلوب . أما الشعر الحر فهو مدرسه من مدارس الشعر ولكنه لا يمثل الأصالة ،أعتقد أن الشعر الحر كما قيل عنه حيلة العجزان . أفضل شخصياً أن يبدأ الشاعر المبتدأ بالشعر العربي الفصيح لأنه يمثل الأصالة .
-هناك وجهة نظر تقول أن المناسبات الدينية في أحياءها خصوصيات ، فلا يصح لأي كان شاعر أو غيره الخروج عن حدود صاحب المناسبة و الذهاب بعيداً نحو السياسة و غيرها .
وجهة نظر أخرى محترمة تقول : ينبغي علينا تسييس المنبر و الموكب و الاحتفالات لأن السياسة هموم الناس و قضاياهم فيجب أن نهتم بالسياسة أولاً و أخيراً .
وجهة نظر أخرى وأخيرة تقول : ننطلق من صاحب الذكرى نستوحي منه ما يقوي حركتنا السياسية و الاجتماعية ، ندرسه ثم نتوجه نحو همومنا و قضايانا السياسية .
ما تعليق شاعرنا على وجهات النظر الثلاث ؟
ج: أنا شخصياً أحترم وجهات النظر الثلاث و عندي كلها صحيحة و لكن أنا أومن بالفكرة الثالثة بالنسبة لي أومن بفكرة المزج بين الطرح السياسي و الطرح المناسباتي وأراه الأصوب . طبعاً يجب تسييس المنبر الحسيني و الموكب الحسيني بإلضافة إلى أننا لا بد أن نلتزم بالطرح الرثائي أو المناسباتي بذلك يكون طرحاً متوازناً فلا تكن جنبه على حساب جنبه ثانية. خصوصاً نحن الآونة الأخيرة أفرطنا في استخدام الجنبة السياسية ، وكانت على حساب الجنبة الرثائية مما اضعف الموكب العزائي وأضعف الكلمة بشكل عام .
-يقال أن الشاعر جعفر كتاب واجه مشاكل من الجهات المسؤولة عن الاحتفالات حينما أراد في أيام الأزمة أن يلقي قصائد تهتم بالشأن المحلي في تلك الفترة .. هل هذا صحيح ؟
ج: طبعاً .. هذا الكلام صحيح 100%
وأزيدكم من الشعر بيت بأني لاقيت معوقات ومشاكل قبل الأزمة أي قبل الانتفاضة المباركة ، كنت قبلاً أشارك بقصائد تحتوي على الشأن السياسي وكنت دائماً أُعارض ، حتى بعض المسؤولين منعوني عن المشاركة في مواليد أهل البيت (ع) إلى بعض الوقت فأصدروا قراراً بإيقافي عن المشاركة بالإضافة إلى أني في ثاني مشاركة لي تعرضت لانتقاد حتى طلب مني أن أريهم القصيدة قبل الإلقاء ولكني رفضت .
-يتردد في مجتمعنا الحبيب بعض الأفكار المتعلقة بالاحتفالات وسلبياتها .. من ضمن ما يقال : يوجد شباب مبدع من شعراء وغيرهم لم يلاقوا تشجيعاً بل هُمشوا فقط لأنهم لا يرتبطون بمؤسسات المجتمع .. ما تعليقكم أستاذ جعفر على هذه الفكرة ؟
ج: فعلاً هذه الحالة موجودة للأسف في قريتنا الحبيبة كرزكان هناك الكثير من المبدعين و الكثير من الطاقات ولكن ومع الأسف هُمشت و استبعدت عن الساحة . لا أعلم ما هي الأسباب التي جعلتهم يُهمشون ولكن هذا في غير مصلحة المجتمع ، وفي غير المصلحة العامة . يجب البحث عنهم و احتضانهم أتمنى من القائمين على الأنشطة الدينية و الثقافية أن يهتموا بالشباب الواعد ويسلموهم اللواء كما يجب على أن يعطوهم المسؤولية لكي يتحملوا واجبهم نحو وطنهم .
-أستاذ جعفر لستم لكرزكان فحسب أنتم أوسع من ذلك لــــــــــــــــكم مشاركات خارجية في كثير من مناطق البحرين فلا لو عطيتنا فكرة عن انطباعكم ؟
ج: شاركت في كثير من مآتم البحرين أن لم تكن معظم مآتم البحرين ..
وجدت أن الذوق العام في كرزكان افضل .
أحسست بذلك في كرزكان و في البلاد القديم ، أحسست أنهم أُناس لهم تذوق كبير في الشعر . أنا من الناس الذين يحبون أن يشاركوا في كرزكان ، ولا أعلم لماذا ! ربما لأني انتمي لكرزكان و قد يكون تعصب لا أعلم ..
بصراحة أحب أن ألقي في كرزكان بين أهلي و جماعتي .
-ذلك أن دل على شيء فهو يدل على ولائكم العميق لهذه الأرض الحبيبة التي بذلت و ضحت من اجل هذا الوطن الكبير . معروفاً عنكم أستاذ جعفر من الشعراء الذين لهم باع طويل في قصائد مواكب العزاء فما رأيكم فيما يطرح الآن في الساحة ؟
ج: في الحقيقة الطرح الموجود على مستوى البحرين في المواكب العزائية سوى في الجانب الرثائي أو السياسي أعتقد أنه هجين و ضعيف اللهم إلاماشذ في بعض القصائد ربما تكون قصيدة واحدة في الموسم تحتوي على طرح جيد فـ 90 % من القصائد التي تطرح أعتبرها دون المستوى المطلوب .
– هل أسلوب الأوزان المتعددة أسلوبً ناجحاً أغنى مواكب العزاء أم أن الأسلوب القديم أسلوب الوزن الواحد أفضل للموكب ؟
ج: جربت المدرستين و عشت الفترتين كتبت القصيدة ذات الوزن الواحد منذ بداية انطلاقتي في الثمانينات إلى أن جاء دور الأوزان المتعددة في التسعينات . إذا أردنا أن نقارن فهذه مدرسة وتلك مدرسة ولكن يبدو لي أن الطريقة القديمة هي الأصلح مع أني لا أجد أي صعوبة في الكتابة بالطرقتين ربما في بعض الأحيان تكون القصيدة ذات الأوزان المتعددة تقيد الشاعر فهو مجبور للخضوع على الوزن المطلوب . بينما في الأسلوب القديم أرى أن الشاعر يكون مبدعاً وصادقاً أكثر .
-أستاذ جعفر أسمعنا شيء مما كتبته بالطريقتين ..
ج: لدي قصيدة أعتز بها جداً قصيدة حديثة ألقاها الرادود الكبير حسين الماجد الكرزكاني قصيدة بالأوزان المتعددة وهي أيضاً مما لاقى استحسان الجمهور في كرزكان و غيرها أقول فيها :
بانت أصروف المنايا
وهاذي جنها كربلا
بها الأرض ميعاد عدنا
وياهي كروب وبــلا
هذي أرض الفوز هــــــــــــــذي
هذي النور وأرض الــــــــــــمرجلة
وهني يا زينب محـــــــــــــــــــطنا
وهــــــــو مـــــــناخ الراحـــــــــــلة
هذا يومي وهني ميعاد الحبيب
أبقى حاير ياختي مفرود وغريب
القصيدة طويلة لا أستطيع حصرها هنا ..
-أسمعنا شيء من أسلوبكم بالوزن الواحد ..
ج: أتذكر من قصائدي القديمة ذات الوزن الواحد قصيدة ألقاها الرادود علي مرهون يوم الأربعين أقول فيها :
يخويا حسين أطفالك تنادي
خذونا لليسر قوم الأعادي
وجابونا سبايا على ظهور المطايا
أنذلينا يشمامة الهادي
يخويا الشام ما بهم حمية
شماتة وذل و أحزان وأذية
يا شيال العلم
دحضر أليـــــه
ترى أحبال اليسر
أثر عليه
وأنا حرمه
غريبة وأجنبيه
وقصيدة جيناكم أيضاً مما أعتز بها ..
جيناكم يا الوالي جيناكم
هذا الضعن يا حسين بيتام ونساوين
جيناكم يا الوالي جيناكم
جيتك بذلة وحسرة يابن الأكرام
قوم أتلقى هالعيله نسوه وأيتام
وماظن ترضى يالوالي زينب تنضام
من بعدك ضربوها أعداكم ..
شكراً جزيلاً أستاذ جعفر
وأنت تتلوا هذه الأبيات و أنا أستذكر معك تلك اللحظات التي عشناها في يوم الأربعين ..
-أستاذ جعفر ما هي قصة كشكولكم المعروف بكشكول الحرية ؟
ج: بالنسبة إلى قصة كشكول الحرية هي في الحقيقة مذكرات كتاريخ ، هي عبارة عن مواقف وأحداث حصلت لي و لبعض أصدقائي .. وأيضاً الأحداث العربية و الإسلامية و الأمور التي تخص البلد و المجتمع كل ذلك أدونه في كشكول الحرية .
– عرف عنكم أستاذ جعفر أنكم ممن يشجع الشباب المبدع و يشد على أيديهم فهل من نصيحة تقدمها للأقلام الواعدة ؟
ج: نصيحتي إلى الشباب الواعد أن لا يستعجلوا لنشر قصائدهم يجب عليهم في البداية أن يقرءوا كثيراً وكثيراً و كثيراً يطلعوا على قصائد فُحول الشعراء سوى شعراء اللغة العربية أو شعراء المدرسة الحسينية أمثال شاعر البحرين الملأ عطية أو شاعر البحرين الأصيل الملأ علي بن فايز .
فيجب على المبتدئ أن يقرأ ثم يبدأ في الكتابة لا العكس .
-هل من كلمة أخيرة توجهها لجمهورك العزيز ؟
ج: أن كانت لي كلمة أخيرة فأنا أقول جعفر كتاب سيتواصل مع المجتمع إن شاء الله في الأيام القادمة ، و سيكون عطائي لكم أكثر و أكثر لخدمتكم يا أبناء مجتمعي الحبيب .. ولن أنقطع عنكم أبداً ستجدوني إن شاء الله في المناسبات القادمة .
– في نهاية هذا اللقاء أشكركم جزيلاً أستاذ جعفر و أتمنى لكم دوام التوفيق.
ج: شكراً لكم لإتاحتكم لي هذه الفرصة ، وأنا أعدكم أني سأكون معكم في خندق واحد .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته …
خاص – كزكان.كوم