الأربعاء , أبريل 24 2024
أخبار عاجلة

في عصر سيارة فراري والفورمولا… الدراجة الهوائية صامدة في كرزكان!

إعداد: حسن بو حسن –  أحمد المؤذن

تصوير: محمد إبراهيم

 في عصر سيارة فراري والفورمولا… الدراجة الهوائية صامدة في كرزكان!

رغم أننا نعيش عصر ثورة الاتصال ووسائل النقل المتطورة، إلا أنه في قريتنا الحبيبة هناك مجموعة من أهالي القرية لازالت تحتفظ بوسيلة النقل البسيطة جدا، ألا وهي الدراجة الهوائية في شكلها البدائي، فكيف هي أحلامهم وما هي شجونهم؟
ما سترونه ليس مجرد رجل يركب دراجته جائلا هنا أو هناك، نحن أمام علاقة صداقة توحّد هذه المجموعة من البشر وتجمعهم مع هذه الهياكل الحديدية المتحركة! علاقة عمر تجتاز العديد من المحطات والذكريات تعيش في دواخلهم ونحن هنا نستنطقها ونستفز مكنوناتها. صافحنا وجوههم النيرة والمرحّبة بهذه الخطوة، حاورنا علاقتهم بدراجاتهم العتيقة ومسافاتهم الماضية، فكانت الحصيلة مثمرة للغاية والسوق الذي يتوسط القرية وتمتزج فيه رائحة الفواكه والخضروات برائحة السمك، احتضنهم ودراجاتهم في مساء واحد ومشهد معبّر.

,, السيب: أطول مسافة قطعها كانت إلى منطقة سوق واقف! ,,

 

,, النويسي: الدراجة انطحنت وأنا لا أزال أستعملها! ,,

 

,, الخاتم: علاقة حميمة بيني بين الدراجة ,,

 

اضغط لتكبير الصورة,, ماذا قال الحاج علي عندما رأى “السيكل مبنجر“؟! ,,
ركبت الدراجة لوحدي دون أن يدرّبني أحد

الحاج محمد بن حاج حسن بن خاتم 61 سنة يستخدم الدراجة منذ حوالي 30 سنة، ويقول بأنه ركب الدراجة لوحدة دون أن يدربه أحد على ذلك وتحمّل في البداية عناء السقوط وتحدى التجربة وظفر بالنجاح. الدراجة التي يستخدمها الآن عمرها 5 سنوات وليست هي الأولى في حياته. لم يجد الفرصة لتعلم قيادة المركبة لكثرة انشغاله وعمله في المزارع (مزرعة الوالد) واستمر في العمل في البحر وبناء الحضور (مصايد السمك) والنخيل أيضا. الحاج محمد الخاتم يقول بأن هناك علاقة حميمية بينه وبين دراجته، فهو يقضي مجمل أشغاله بها وتشعره بالراحة لحظة ركوبها وتوفّر له سهولة الوصول إلى عمله وأي مكان يريد الذهاب إليه. وأخيرا قال لنا بابتسامة زاهية، أطول مسافة قطعتها بالدراجة هي لغاية قرية المالكية.

كلّفني نقلها دينار بواسطة بيكب الحاج علي أبو سليم

الحاج محمد بن حاج على بن محمد السيب، يبلغ من العمر 54 سنة، الدراجة رفيقته منذ طفولته. دراجته الحالية عمرها 5سنوات (ويتذكّر) أنه اشتراها بمبلغ 35 دينار من سوق المنامة وقد كلّفه نقلها إلى القرية مبلغ دينار واحد بواسطة بيكب الحاج علي أبو سليم (رحمه الله). وقال لنا بأنه لجأ إلى استخدام الدراجة لأن الحظ لم يحالفه في الحصول على رخصة قيادة المركبة، لكنه قال باعتزاز وفخر أنه لازال يحتفظ بالكجه (رخصة تعلم القيادة)! والدراجة ولله الحمد أتنقل عليها في القرية بحرية تامة وأشتري حاجاتي من السوق وأذهب بواسطتها لزيارة أبي في الحي الجنوبي. ويقول بأن أطول مسافة قطعها كانت إلى منطقة سوق واقف.

الله نجّاني وانكتب لي عمر جديد

الحاج علي عبدالله النويسي يبلغ من العمر 58 سنة، من زمان وأنا أستعمل الدراجة من 15 سنة تقريبا (هكذا يقول). ويضيف، اشتريت هذه الدراجة (نصف عمر) وهاهي انطحنت وأنا لا أزال أستعملها. ويعبّر الحاج علي عن حبّه للدراجة، قائلا عندما كنت ساحرا (صغيرا في السن) كانت الدراجة تستهويني ومشاغل الدنيا والزراعة شغلتني كثيرا عن تعلم القيادة فكانت الدراجة هي خياري الأسهل، وهاهي قد قرّبت لي البعيد وسهّلت لي الذهاب للمستشفى والشغل في المزرعة متى ما أردت وكانت أبعد نقطة وصلت إليها مدينة حمد دوار (4). وفي سياق الحديث هزّ رأسه وقال لنا بحرقة، مرّة دعموني (صدمتني سيارة) وأنا على الدراجة في الفريق الشمالي والله نجّاني وانكتب لي عمر جديد!

قدّمت لي الراحة في التنقل والمنافع العامة

الحاج علي بن حسن بن حاج علي بن حسن (70 سنة)، يستخدم الدراجة منذ عام 1955م. منذ ذلك الوقت، مرّت في حياته أكثر من دراجة وكلها من نفس الطراز والنوعية المفضلة لديه والمصنعة في الصين. وعندما سألناه عن عدم امتلاكه لرخصة قيادة المركبات، لوّح لنا بقضيبه الأبنوسي (نوع من الخشب) الذي يتعكّز عليه مؤكدا لنا بعبارات سريعة صعوبة هذا الشيء بالنسبة له، نظرا لضعف بصره واستحالة الأمر عليه. وأشار لدراجته المحمّلة بسمك الصافي الذي اشتراه للتو قائلا: هاهي عوّضتني وقدّمت لي الراحة في التنقل والمنافع العامة. ومن المواقف الطريفة التي حصلت معه ذات يوم، إذ خرج ليجد الدراجة العزيزة امبنجره (إطاراتها مفرغة من الهواء)، ضحك وهو يقول (الله يسامح الأولاد المشاكسين) وحينها كنت على عجلة من أمري وأستعد لمشوار لقرية المالكية وهي أطول مسافة قطعتها.

ولن تمضِ الظاهرة…

بل ستبقى!

 

0%

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

عن حسين خلف

شاهد أيضا

ماذا أفعل؟….. أحد أبناء القرية يتنهد وبحرقة قلب “انكشف استرنا” كم كبير من الع…

ماذا أفعل؟….. أحد أبناء القرية يتنهد وبحرقة قلب “انكشف استرنا” كم كبير من العمال الأجانب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *