( عليٌّ و كفى ) !! من هو علي الذي يمثل الرئة التي نتنفس من خلالها؟! علي شخصية كبقية الشخصيات التي ادت دورها في التاريخ و اصبحت من الماضي ، فلماذا نسترجعه بقوة في حياتنا الحاضره ؟! علي كان الشجاع و البطل الضرغام في وقته ، فلماذا نعطيه البطولة في كل حين ؟! علي حياة تمتد بامتداد الزمن ، علي وجود يكبر زمنه ، علي حي في كل مفاصل الحياة ، علي لم يكن شخصية تاريخية نتغنى بها كبقية الشخصيات ، علي هو الماضي و الحاضر و المستقبل ، علي يختزل في كلمة الرسول – ص – ( لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله ) ، علي شجاعته في القيمة المترتبه عليها – و ان كانت شجاعته الخارجيه مما تحير الفرسان و تجبن الشجعان -( برز الايمان كله الى الشرك كله ) ( ضربة علي في الخندق أفضل من عبادة الثقلين ، أفضل من عمل الثقلين الى يوم القيامه ) ، علي لا يموت ابدا لأن الحق لا يموت ( علي مع الحق و الحق مع علي) فأينما وُجد الحق فعلي موجود ، على خالد مخلد لأن القران معجزة النبي الخالده ( علي مع القران و القران مع علي ) ، علي معجزة الرسول ، و المعجزة ما تكون شاهد صدق على دعواه ، و هل هناك أصدق من هذا الشاهد ؟! ، علي ميزان العداله و مقياس الحق ، علي آية من آيات الحق الشاخصة بجمالها و جلالها ، آية تستوقف العقول و تستثير دفائنها ، علي فارس الحبر و الحرب و المحراب ، نحن لا نسترجعه بقوة في حياتنا الحاضره ، علي بما يمتلك من خصائص يفرض وجوده في كل لحظة من لحظات الزمن شئنا ام ابينا ، هكذا من أعطى كله لله أعطاه الله كل شيء ، ماذا يقول صعصعة بن صوحان ؟! يصف عليا : ( فلقد كان الله في صدرك عظيما ، و لقد كنت بذات الله عليما ) ، علي الفضيله و الكمال علي التقوى و الصلاح علي الشجاعة و المحبه ، علي الخير و الصدق و الاحسان ، أهٍ آه كيف تسلل سيف الحقد و البغي و الرذيله في ظلام ذلك الفجر ليخسف هام الدين و خزانة الحكمه ؟!! ما اجرأه على الله ، عجبا للسيف كيف وجد طريقه الى هامته ؟! يعلمون انه حين يستغرق في وصال معشوقه ينقطع عن كل شيء ، خصوصا حينما يكون ساجدا ( أقرب ما يكون العبد لربه و هو ساجد ) ، فهو في حالة من الوصال لايريد ان ينغص عليه شيء ، و لذلك حينما هوى السيف على هامته قال ( فزت و رب الكعبه ) ذهب امير المؤمنين الى ربه شهيدا سعيدا – رحمك الله يا أبا الحسن – ، أما الكوفة بعدك خيّم عليها الحزن و تسربلت بالسواد ، و انطفأت قناديل المسجد ، فلا صوت لعلي و لا أنين ، نعم هناك أنين يمزق ظلام الليل و سكونه انه أنين زينب و اخوتها و أنين الارامل و اليتامى و الفقراء ، أنين المنبر و المحراب ،
المصدر