■ بداية السبعينيات عام 1974 م تحديداً ابتدأ الرادود المخضرم الحاج مكي منصور* مشواره مع موكب عزاء كرزكان ..حيث كان يديم الحضور والمشاركه في موكب العزاء و يقرأ اللطميات في إعادة العشره عند الحاج جاسم المسلح .
تتهيأله السبل بفضل الله تعالى فيصبح رادود موكب عزاء كرزكان ويمسك الموكب أعوام متعاقبه ، كانت بدايه مليئه بالعنفوان والنشاط في خدمة أبو الأحرار عليه السلام لذلك لم يقتصر الرادود مكي منصور على الشيل في موكب العزاء فحسب بل أسس مع أخوته أدراه مسكت زمام الموكب العزائي أنذاك .
ومازال الحاج الرادود مكي منصور رادود موكب عزاء كرزكان له صولاته وجولاته في رثاء سيد الشهداء عليه السلام بأسلوبه الرائع الجذاب.
(الحاج الرادود مكي منصور …وبداية المشوار )
 ■ الرادود الحاج مكي منصور ..ماهي بدايتكم مع الموكب العزائي ؟
في عام 1974 م بعد تخرجي من(المعلم) أبتدئت أقرأ الحديث في منزل المرحوم الحاج جاسم المسلح وذلك في إعادة عشرة محرم الحرام .
كان الخطيب الذي يعيد العشرة في منزل الحاج جاسم المسلح هو الشاعر المعروف السيد محمد صالح أبن السيد عدنان الجدحفصي .
بعد الأنتهاء من الخطابة كنت ألقي بعض اللطميات فقد كنت أقرأ الحديث قبل صعود الخطيب على المنبر وبعد نزوله أقرأ لطمية أولطميتين.
(شيال البيرق ..يصبح شيال في موكب العزاء)
يبتسم كعادته وهو يقول :
لأني من أصحاب البنية الجسمانية القادرة على رفع ذلك اليرق الثقيل كنت من حملة البيارق ولم يكن في موكب عزاء كرزكان إلاثلاثة بيارق كبار البيرق الواحد يساوي مترين تقريباً وهو يختلف عن العلم .
كعادتي دائماً يوم التاسع من المحرم أخذ بيرقي لأقوم بمهمتي ،في أحد أيام تاسوعاء تأخر رادود حلقة كبار السن إذكان الموكب في السابق يتكون أكثر من حلقه .
تأخر رادود حلقة كبار السن الحاج أحمد بن خاتم ،فجأني الحاج علي بن حسن (والد الدكتور حسن ) وكان من الذين يحضرون عادة الحاج جاسم المسلح ويستمع للطمياتي ، مسكني من يدي وقال : ألى أين أنت ذاهب ؟ قلت له : لأخذ بيرقي وأقوم بمهمتي . قال : نحن الأن بحاجتك لكي تشيل لنا لقد تأخر الحاج أحمد بن خاتم وعليك أن تقوم مقامه . قلت له أعفني . قال : لامفر ونحن الأن بحاجتك .
أستسلمت للأمر الواقع وسلمت بيرقي لغيري ودخلت تلك الحلقة وقد حاطني كبار السن من كل جانب وأبتدئت لطميتي التي كان مستهلها (خوية وقع وين ..يمهر حسين دليني ..خويه وقع وين ) وهي لطمية حفظتها من أحد الرواديد العراقيين ،وأعقبتها بلطميه للخطيب الشاعر السيد محمد صالح مستهلها (لمن الشمع ولمن الحنه ..جاسم من دما نحره تحنا ) . من هنا كانت البداية .
(خادم الأمام الحسين ..مكي منصور والشعراء المعتمدين)
■ كنتم ولا زلتم خدام الأمام الحسين عليه السلام ،رأينا مشارتكم في العام الماضي وفي هذا العام ،كلها مشاركات ممتازة تحيي الأسلوب المتبع سابقاً ، أبوعلي ..القصائد التي تُقدمونها هل هي من تأليفكم أم أنها مأخوذة من بعض كتب الشعر الحسيني أم ماذا ؟
في الحقيقة أعتمد على الجمرات الودية للملا عطية الجمري وأعتمد على الشاعر الخطيب السيد محمد صالح السيد عدنان وأعتمد على الأستاذ الشاعر علي مكي وأعتمد على الشاعر الأستاذ عبد الله أيوب وقد كان عليه المعتمد الأكبر ..
ولا أنسى الشاعر جعفر كتاب في أخر قصيدة شاركت بها (شيلوه هذا الطفل ذوبني ونينه ) س : ألم تكن تؤلف لنفسك ؟
لن أبالغ لقد كانت لي بعض التأليفات القليلة أمثال : زينبٌ في كربلاء محتارة أخت الحسين مالها معين )
كانت فقرات محدودة أما الشيلات الرئيسية فقد كانت للشعراء الذين أعتمدهم .
(الرادود الحاج مكي منصور وإداره عمرها أكثر من عشر سنوات)
 ■ لم تكونوا فقط (رادود ) بل أحد الأدريين في الموكب العزائي ، حدثنا عن الإدارة بشكل عام وكيف تشكلت في بدايتها ؟
في فترة الثمانينات تطور موكب عزاء كرزكان وأتسع إذ أصبحت تلك الحلقات التي نتحدث عنها موكب واحد ،بطبيعة الحال أصبح الموكب بحاجة لكثير من الضروريات كتجديد مكبرات الصوت وما ألى ذلك من أحتياجات ضرورية ،ولكثرة الأحتاجات وأتساع موكب العزاء أصبحت فكرة تكوين إدارة أمر ضروري .
رجعنا لسماحة الشيخ خليل الشاخوري فبارك لنا الفكرة ،ولم تكن المدة طويلة حتى تحقق تكوين إدارة بعد أجتماع تأسيسي في المأتم الجنوبي . أجتمع في المأتم مايقارب أربعون شخصاً كلهم من المهتمين والمساهمين في موكب العزاء …وتمخض الأجتماع الأتي:
1-الرئيس الفخري أحمد جابر العباس .
2-رئيس الأدارة مكي منصور
3- الأمين المالي سيد علوي سيد شبر
4-لجنة الرواديد جاسم محمد أيوب
5-لجنة الصيانة علي صالح درويش
6-لجنة السقاية السيد مكي السيد ماجد
تكونت الأدراة بفضل الله ولكنها كانت مستقلة عن المأتم أبتداءً من عام 1980 م لغاية عام 2002 م .
(عادة الذهاب لمرقد الأمير زيد تحتاج لتطوير)
■ عادة الذهاب لمرقد الأمير زيد أبن صوحان سنة حسنة سناها أبائنا يرحمهم الله ،ماهو السر في بقاء هذه العادة وماهو رأيكم الشخصي حولها ؟
هذه السنة الحسنة تعارف عليها أهالي كرزكان منذ مئات السنين فلا أعتقد أن هناك من بيطالب بإلغائها فهي أشبه بتجديد الولاء للأمام الحسين عليه السلام عن طريق هذا العبد الصالح . من المعقول جداً أن نطالب بتطويرها في السنوات المقبلة ، شخصياً أقترحت أقتراحاً يسهل علينا الذهاب لمرقد الأمير زيد .
من الواضح أن الذهاب لقرية المالكية أبتداءً من الساعة الثانية ظهراً حتى قريب أذان المغرب أمر يسبب إرهاق عند المعزين مما يجعلهم لايتفاعلون مع ليلة العاشر من محرم وهي أهم ليلة في هذه العشرة لذلك طرحت أقتراحاً وصفه البعض (صعب) وهو التوجه لمرقد الأمير زيد بعد الأنتهاء من الخطابة الصباحية يوم التاسع من المحرم في مسيرةٍ حسينيةٍ هادئة وتتم الصلاة جماعة هناك في مسجد الأمير زيد وكل من لديه مأتم يأتي بقدوره وعدته للمسجد وبعد ذلك ينطلق موكب العزاء بعد زيارة سيد الشهداء في وقتٍ مناسب يجعلنا نصل قرية كرزكان في وقت يهيئنا للأستعداد للأحياء ليلة العاشر .
(الرادود مكي منصور و الأوزان المتعدده )
 ■ كونكم أحد الرواديد المخضرمين ،ماهو رأيكم حول أسلوب الأوزان المتعدده المتبع حديثاًفي البحرين ،وهل هو يخدم الموكب في هذا الزمان أم أن الأسلوب القديم والذي تتبعونه هو الأفضل في نظركم ؟
يا أخي …لقد تكلمت في موضوع الأوزان المتعددة وأقترحت على أخواني الرواديد الكثير من الأقتراحات . لقد قلتها منذ بداية نشوء هذا الأسلوب في قرية كرزكان أن نسبة نجاحه في قرية كرزكان يساوي خمسين بالمائه فقط. وذلك لعدة أسباب :
1-الأن أسلوب كرزكان يختلف عن باقي المناطق الأخرى. كرزكان معروفون بتفاعلهم مع الإيقاع السريع لذلك لايناسبهم غيره .
2-أسلوب الأوزان المتعددة والأنتقال من لحنٍ للأخر يضعف في أغلب الأحيان الموكب العزائي من حيث تجاوب المعزين .
3-أسلوب الأوزان المتعددة في الأغلب يضعف الروحانيه في موكب العزاء .
4-غياب المستهل الهتافي الذي يحمل في طياته الكثير من الأحيان شعارات الثورة الحسينية سبب غيابه الفقره الطويله المعتمدة في أسلوب الأوزان .
لذلك أقترح أن يخصص في يوم تاسوعاء وعاشوراء موكب إضافي يكون خلف أو أمام الموكب الأعتيادي لإحياء الأسلوب القديم لأنه في نظري ونظر الكثيرون أكثر تأثيراً على النفس من أسلوب الأوزان المتعدده ولكي لايحرم محبي هذا الأسلوب من التفاعل مع ما يرغبون فيه .
(نصائح ..يقدمها مجرب ناجح )
■ من الملفت للنظر هذا العام 1426 هظـ رجوع بعض رواديد كرزكان بعد غياب دام ما يقارب ثلاث سنوات ،ونحن بدورنا نسجل لهم هنا تحية يملئها الحب والتقدير ونتمنى لهم الأستمرار والتوفيق في أداء مهمتهم في خدمة الأمام الحسين عليه السلام .
أبوعلي…بعد رجوع رواديدنا الكرام ماهي نصيحتكم لهم ؟
أتمنى لرواديدنا الكرام التوفيق في مسيرتهم العزائيه ،ورجوعهم أعتبره نجاح لموكب عزاء كرزكان ….أما عن النصيحة التي أود أن أوجهها لهم فهي كتالي :
1-عدم تقليد الآخرين والتخصص في الأسلوب .
2-عدم الاستماع للانتقادات الهدامة والأخذ بعين الأعتبار الانتقادات البناءة .
3-أن يعي كل رادود ويعلم جيداً أن من يحمل رسالة إصلاحية سيواجه الصعاب وعليه أن يتحمل تلك الصعاب حتى يصل لغايته المنشودة .
3-أن يخاطب الناس على قدر عقولهم ، فالناس عادةً متفاوتون في الثقافة والتعاطي مع الأخر تماماً كأصابع اليد .
4-كل رادود عليه أن يلحن قصيدته بما يتناسب معه لذلك أنصح رواديدنا في كرزكان أن يقتصروا على لحنين فقط .
أسأل الله تعالى لكم ولجميع المؤمنين التوفيق في خدمة سيد الشهداء عليه السلام ..
|
كرزكانـ.ـكم نعتز بخدمتكم
