وعند سؤالي عن الفرق بين الأمس واليوم أجـاب الحاج عبدالله معلم ( الكعبي ) قائلا :” رغم كبر حجم ومساحة القرية إلا أنه ليس هناك الفرق الشاسع بين عيد الأمس وعيد اليوم ، والفروقات تكمن في إنعدام خروج المصلين بعد صلاة العيد جماعة واحدة ” .. وأستلم حاج رمضان الحديث معقبا ” حيث كانوا يخرجون من مسجد الجامع مجموعة واحدة تزور البيوت مباركة لأصحابها بهذا اليوم المبارك ، أما اليوم فتكون بصورة منفردة مع إنحسارها رويدا رويدا ” ..
ومن موقع آخر كان الحاج حسن ميثم يحمل نفس الرأي في هذه المسألة ، فيقول ” إذا حان العيد يضج مسجد الجامع بالمصلين ، وبعدها يخرجون جميعا فرقة واحدة لا يتخلف عنها إلا القليل القليل ، ويجوبون بيوتات القرية بدءا ببيت الحاج كاظم بن حجي إبراهيم إلى منزل آخر .. وهلم جرى ، إلى أن يحين موعد أذان الظهر .. بينما اليوم ما إن يصلي المصلون حتى ينفرد إثنان بذهابهم إلى شمال القرية ، وآخر إلى جنوبها ، ويتشتت الجمع ” .. وأضاف :” هل تجد في الوقت الحالي عشرة أشخاص يجوبون القرية مع بعضهم البعض ؟! .. عيد اليوم بات مجرد إسما ليس أكثر .. بينما بالأمس كان إحساسا فريدا ” ..
” إنقضى الشهر مثل حلم المنام ” هكذا عزز الحاج محمد عبدالرسول الرأي السابق من موقع مختلف ، وأضاف ” فبعد الصلاة ينادي أحد المصلين بالجمع ( تفضلوا البيت ) فيلبي الجميع نداءه ، وعند الخروج من منزله ينادي آخر بأن بابه مفتوحا لهم ، وهكذا “.
ومن داخل منزل مازال يحتفظ في بناءه برائحة الماضي بكل ما تعنيه الكلمة ، هو منزل الحاج أحمد كنه جاء جواب أم علي ( زوجة الحاج كنه ) مطابقا لما سلف ” كانت الناس تخرج قوافلا .. مجموعة كبيرة ، الكل يزور الآخر ، فلا يبقى هناك غريبا في القرية ، فمن لا تعرفه يمكنك وبكل سهولة زيارته في العيد .. بينما اليوم فلقد اقتصرت على زيارة الأهل فقط ” .. قاطعها الحاج كنه قائلا :” كان الناس بعد صلاتها تبدأ بزيارة منزل الحاج عبدالنبي الفردان ثم بيت الحاج كاظم نورالدين ثم الحاج محمد المحسن ….”.
ما عن عملية الإستهلال وظهور موعد العيد ، فلقد شن الحاج حسن ميثم حربه على الأوضاع الحالية صارخا :” سابقا أحسن من اليوم ، فسابقا كانت الكلمة كلمة واحدة ، والدرب درب واحد ، فمن تأكد من رؤيته للهلال يذهب إلى مسجد مؤمن وهناك يقابل العلماء ومنهم ( الشيخ باقر العصفور والشيخ إبراهيم المبارك رحمهما الله ) ليدلي بشهادته .. وقد كان الشيخ العصفور متشددا وهو من لديه السلطة القوية والكبيرة في البت بالكثير من الأمور ، فإذا كان الأمر يسير على ما يرام وأتضح رؤية الهلال يعلن الشيخ باقر عن العيد .. أما الـيوم فهم يجلسون مع بعضهم البعض لـكن قلوبهم شتى ، كل فرد له رأيه الخاص ، وتنتهي هذه الجلسـات بدون نتيـجة مرضـية ، فـفلان مع جماعته لديهم العيد وزيد مع جمـاعته مازالوا صـائمين ” ..
ولربما هذا الإختلاف في العيد بشكل عام وفي انقسام الناس كان وليد ظروف صعبة عاشتها الدولة في الأعوام المنصرمة ، فقاطعني الحاج حسن ” ها نحن نعيش اليوم حالة استقرار وأمان ، والظروف الصعبة قد أنولت .. ومع ذلك فنحن عشنا ظروفا أشد صعوبة مما عشتوها، وأحداث راحت أرواح منها في سنة القلعة ، في السنة التي ضرب حج صالح بن حج أحمد بالفشكة ( أي المسدس ) في خاصرته “.. وأضاف الحاج منصور البناء :” حيث كنت واقفا عند باب قلعة المنامة مع حج عبدالعزيز ولد الحاج محفوظ نتلقي الضرب ، وللعلم لم أعاصر أسطورة كرزكان الحية ( الفرساني ) في محاربته للدواسره الذين ينهبون القرى ، وهذه الأحداث حدثت بعد فترته ” ..
ولربما هذا الإختلاف في العيد بشكل عام وفي انقسام الناس كان وليد ظروف صعبة عاشتها الدولة في الأعوام المنصرمة ، فقاطعني الحاج حسن ” ها نحن نعيش اليوم حالة استقرار وأمان ، والظروف الصعبة قد أنولت .. ومع ذلك فنحن عشنا ظروفا أشد صعوبة مما عشتوها، وأحداث راحت أرواح منها في سنة القلعة ، في السنة التي ضرب حج صالح بن حج أحمد بالفشكة ( أي المسدس ) في خاصرته “.. وأضاف الحاج منصور البناء :” حيث كنت واقفا عند باب قلعة المنامة مع حج عبدالعزيز ولد الحاج محفوظ نتلقي الضرب ، وللعلم لم أعاصر أسطورة كرزكان الحية ( الفرساني ) في محاربته للدواسره الذين ينهبون القرى ، وهذه الأحداث حدثت بعد فترته ” ..
أما أم علي فتقول ” المشكلة مازالت مستمرة ولكنها تفاقمت في الفترة الأخيرة ، حتى وصلت في بعض السنوات أننا ننام ليلة العيد على أن غدا ليس هو العيد لكننا نتفاجأ في ظهيرة اليوم التالي إعلان يوم العيد ، وهذا قد تكرر أكثر من مرة ” .. ويوضح زوجها الحاج أحمد كنه ” كان الأهالي في وقت الإستهلال يجتمعون عند ساحل القرية الذي طريقه يمر بـ ( مكينة الحسين ) ” .. |