*أبجديات إنسانية* *٢٦*
سلمان الفردان
*حرف الهاء ” ه “*
الحرف السادس والعشرون من الألفبائية العربية، وقيمته 5 حسب نظام حساب الجمل. الهاء من الحروف الحلقية وهي: العين والحاء والهاء والخاء والغين والهمزة.
*و كلمتنا اليوم “هتف” او “هاتف “*
يقول ابن منظور هتَف الشَّخصُ :صاح مادًّا صوتَه فنقول هَتَّفَتِ الْحَمَامَةُ: هَتَفَتْ، صَاتَتْ وَمَدَّتْ بِصَوْتِهَا. و هاتف اسم فاعل من هتف و فعل ايضا. هاتف صديقَه :كلَّمه عبْرَ الهاتف أو التِّليفون.
*و هو مدار حديثنا هنا.*
مما لا شك فيه ، أن *الهاتف* و منذ اختراعه أحدث ثورة في التواصل و حقق فوائد كبيرة للمجتمعات. فقد سهل التواصل على مستوى الأفراد و زاد تواصل الاهل و الأقرباء و الاصدقاء. و على مستوى المؤسسات، مكنها من التواصل داخليا مع منتسبيها مما زاد التنسيق و جودة القرارات والمنتجات و الخدمات و سهل لها الوصول إلى المستخدمين ترويجا و خدمة.
أما اليوم فالقفزة التكنولوجية بدخول الموبايل و الرقميات أصبح الهاتف كمبيوتر يحتوي كل ما نريده تواصل، تراسل، تخاطب العاب و معارف، و كل ذلك بسرعة فائقة و خصوصا على شبكة الألياف البصرية و الأقمار الصناعية. لقد أصبح الهاتف رفيق بعد أن كان وسيله. و المضحك انك تستطيع ان تستغني عن رفيقك الا ان تستغني عن هاتفك الموبايل كارثة لكثير من الناس، يصيبهم بالهلع. و اعتبر بعض المهتمين النفسيين الادمان على الهاتف اضطرابا نفسيا يؤدي للاكتئاب و ضعف الأداء و التركيز . وأشارت العديد من الدراسات أن حوالي أكثر من 90% من سكان العالم، يستخدمون الهواتف المحمولة في حياتهم اليومية، ويعاني أكثر من 50% من سكان العالم من إدمان الهاتف المحمول، كما يصل عدد البالغين الذين يشعرون بالقلق والتوتر عند الابتعاد عن هواتفهم وفصلها عنهم إلى 68% .
يا ترى ما مدى الحاجة إلى ترشيد استخدام الهاتف؟ الكل متفق ، و كما نجحت حملات الترشيد لاستهلاك الكهرباء و الماء لتوفير الطاقة و الحفاظ على اقتصاديات الأفراد و الدول، من الممكن ايضا ترشيد استخدام الهاتف ، في قبال كل الترويج من الشركات ، و بالنتيحة ترشيد استهلاك الوقت و الصحة و توفير البيئة للتواصل العائلي و المجتمعي.
*و هنا السؤال المهم: كيف و ما دوري؟*
١- إخبار من يحيطون بك بأنك ستقوم بمهمة ترشيد استخدام الهاتف، و أن احتجت اطلب المساعده.
٢- استخدام تطبيقات حساب وقت الاستخدام و مراقبة ذلك كما اقترحت عالمة النفس الألمانية كاتارينا كاتسر.
٣- قضاء بعض الوقت دون هاتف و خصوصا عند النوم ، و الانشغال مع العائلة ، او القراءة أو ممارسة هواية.
المصدر
٤- تطوير العلاقات مع الناس و الانغماس في العمل الاجتماعي و خدمة الناس.
٥- تقليل التطبيقات و الإشعارات .
٦- مكافئة النفس عند كل نجاح فيما تقدم.
*خلاصة القول:*
عن النبي صلى الله عليه اله ، قال : *”لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن خمس خصالٍ :* *عن* *عمرك فيما أفنيت ، وَعَن شبابك فيما أبليت ،* *وعن مالك من أين اكتسبت،وفيما أنفقت،وما عَمِلْت فيما عَلِمت “.**