كرزكانـ.ـكم نعتز بخدمتكم
إبحار .
بقلم: زهرة علي .
.
كان لا شيء سوى العدم … وُجد في هذا العالم بُرهةً من الزمن .. لغايةٍ يُدرِكُها بنقاء روحه التي لم تُلوث بعد ، أبحرَ في سفينةٍ من صُنعه .. كانت تغرق تارة في العواصف وتارة أخرى تكون هي نجاةً مؤقتة لبعضِ غرقى .. كيف .. لا يعلم .. أين لا يعلم … تقلبٌ مدارهُ تلك الروح التي تضطرب بتذبذبٍ لا ينتهي بين علو الموجِ وتسافله !! سُفنٌ كثيرة بُنيت من عرقهِ وتعبه ، وأمواج كُبرى جابهها لوحده ، وعواصف هوجاء متعددة مزقت أشرعة سُفنه .. ولا زال متمسكاً بفكرة أنهُ المُخلد وأنهُ الأقوى ؛ ليس وحده فكل بني البشر على ذاتِ الشاكلة … وكلهم لم يصلوا لجزيرة السلام بعد .. بعيدةٌ جداً هي جزيرة الخلود ، جزيرة اللاخطايا !! كلهم يدورون في متاهات ودهاليز الشتات والضياع … يرتطمون بضفافٍ لجُزرِ زائفة فيظنون أنهم وصلوا حيثُ السلام والأمان ، فتزهو الأرواح وتتعالى ضحكاتها ، وما فتئوا أدركوا أنهم في عمقها يغرقون سُكارى ، لا يسمعون فيها لتحذيرات الأجداد وأساطير الأولين كما يسمونها ، ولكن الإنسان بطبعهِ لا يُصدق حتى يقع في بحر الموتى ويتنفس الجثث والجيف!! هناك سفنٌ مُتسعة المدى تلتقط الغرقى التائهون في ظُلمات البحار ، سفنٌ إلهية مُرسلةٌ من السماء .. لا يراها إلا من آمن بوجودهم فيلتحق بركبهم فينجوا النجاة الأبدية لأن مسار السفينة واضح حيثُ جزيرة الخلود .
#اقلام_كرزكانية
المصدر
👏👏👑💙