إعلان مدفوع: ما أحلى لحظة الوصال ، و ألذ ساعات اللقاء ، لأنها تطفأ لهفة الشوق ، …

إعلان مدفوع: ما أحلى لحظة الوصال ، و ألذ ساعات اللقاء ، لأنها تطفأ لهفة الشوق ، و تخفف من وجع البُعد و الفراق ، و تشعرك بقرب خاص ينسيك ألم الغياب ، هذا في فهمنا الساذج للغة العشق ، أما أرباب هذا الفن فيرون في الوصال تشتعل جذوة الشوق و يكون أشد مما كان ، و اللهفة لا تنطفأ ، فعندهم لهب الشوق في البعد و الوصال سيان ان لم يكن في الوصال أشد ، هذا اذا كان بين العاشقَين العاميين اذا كان معشوقه مساوٍ في الرتبه ، فكيف اذا كان معشوقك جمال يسحر القلوب و يأخذ باللب ، فكيف اذا كان معشوقك هو مجرى الفيض الالهي ، فكيف اذا كان محيطا يزخر بالرحمه ، فكيف اذا كان يتصبب خُلُقَا و محبة و لطفا و رقة ، يكون البعد و الوصال أمرا اخر يختلف جدا ، كيف به اذا كان صفوة البشر و خلاصة الوجود تكون المسألة اكبر مما نتصور و يكون البعد و الوصال عذب و عذاب ، حينما يكتب لك ان تكون من زوار حضرة المصطفى و ابنائه النجباء ، فانت تعيش الشاهد الشهيد على مذبح العشق ، حينما يكتب لك أن تدخل جنة الارض وتتنفس شذا عطرها ، وتتضمخ بفيض بركاتها ، وتقتبس نارا و نورا من انوارها يشق عليك أن تحدث نفسك في الخروج منها ، وتشعر بانك تُنتزع انتزاعا كما الطفل ينتزع من حجر أمه ، من شأن هذه النشأة الدانيه أن لا بقاء ، فكل اجتماع يتبعه فراق ، و كل وصال ينتهي ببُعد ، فتتحول ساعات اللقاء الى غمضة عين ، و يُسرع الزمن ليتحول للحظه ، وتبدأ نبضات القلب المتسارعه هي عقرب الزمن ، و تُشد الرحال وتتأهب الرواحل ويُنادى فينا بالرحيل ، ويضعف اللسان عن النطق وتتحدث الدموع بدلا عن ذلك ، وتعود سياط الفراق بكل قسوة لتلّوع قلوب العشاق ، وتكون الخطى ثقيله ، انها لحظة الوداع ، ما أصعبها من لحظه ، يستشعر العاشق طعم مرارتها كل ما بعُدت دابته ( الفراق مر المذاق ) ، عندها ندرك عمق الألم و الحزن الذي حلّ بقلب الحسين حينما فارق قبر جده الحبيب المصطفى وأمه الصديقة الطاهره ، و مما يخفف الوجع ويهون حدة الالم ان الرسول واهل بيته لن يغيبوا عنا طرفة عين في صلواتنا و في خلواتنا ، سيكونون الوِرد الذي نتلوه ليل نهار ، والدواء الذي نعالج به اسقامنا ، و المنارة التي تعصمنا من الضلال ، صلوات الله عليهم ما طلعت شمس و ما دار قمر ….
رزقنا الله واياكم في الدنيا زيارتهم و في الاخرة شفاعتهم … 🌹🌹❤❤ #أقلام_كرزكانية
#همسات_من_نور