اختلف علماء بغداد في المقدار الذي يقطع من يد السارق ، فقال بعضهم إنّها تقطع من حدّ الكف ، واستدلّ على ذلك بآية التيمّم حيث يقول تعالى فيها : ( فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ).
ومن المعروف أنّ مقدار المسح من اليد في التيمّم هو الكف من الكرسوع إلى أطراف الأصابع.
وقال البعض : إنّها تقطع من المرفق واستدلّ على ذلك بآية الوضوء حيث يقول تعالى فيها : ( فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ ).
وكان الإمام الجواد عليه السلام ساكتاً لا يتكلّم.
فقال له المعتصم : وما تقول أنت يا أبا جعفر ، فقال عليه السلام : « لقد قال القوم ما سمعت ».
فقال المعتصم : لا والله حتّى أسمع ما تقول أنت.
فقال عليه السلام : « إن يد السارق تقطع من حدود الأصابع وتترك الكف ».
فقال المعتصم : وما دليلك على ذلك ؟
فقال الجواد عليه السلام : « الدليل :
أولاً قول الله تعالى : ( وَأَنّ الْمَسَاجِدَ للّهِِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً ) ، والمساجد هنا هي الجبهة والكفان والركبتان وطرفا الإبهامين ، وما كان لله لا يقطع.
وثانياً قول رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ : السجود على سبعة أعضاء : الوجه واليدين والركبتين وإبهامي الرجلين ، فإذا قطعت يده من الكرسوع أو المرفق لم يبق له يد يسجد عليها لله تعالى ».
فأعجب المعتصم بذلك الجواب وأمر بقطع يد السارق من مفصل الأصابع .
فقامت قيامة الفقهاء الحاضرين وثاروا على المعتصم العبّاسي لأنّه أخذ بقول الإمام الجواد عليه السلام وترك أقوالهم ، فظلّوا يحرّضونه على الإمام الجواد عليه السلام إلى أن دسّ إليه السمّ فقتل ، ولم يزد عمره الشريف عن خمسة وعشرين عاماً إلّا قليلاً ، وكان ذلك في آخر شهر ذي القعدة من سنة مائتين وعشرين للهجرة.
.
سيرة الأئمة الأربعة عشر
.
.
#Bahrain
#Karzakan
#Matmalgharbi
#مأتم_كرزكان_الغربي
#كرزكان
#البحرين
المصدر