التوق والشوق الى الحرية غريزة تلازم انسانية الانسان ، فالكل لا يرغب أن تقيده قيو…

التوق والشوق الى الحرية غريزة تلازم انسانية الانسان ، فالكل لا يرغب أن تقيده قيود ولا تكبله الاغلال ، ويفهم الناس الحرية أن تعيش حرا طليقا تتصرف كيفما تريد ، كالطير وهو يحلق من غصن الى غصن يأكل ويشرب ويمرح ويلعب ، هذا مستوى من مستويات الحريه الذي تطلبه الناس بوجه عام ، وهناك مستوى اعلى واسمى ، هذا المستوى لا ينظر لهذه القيود والاغلال الماديه وانما يتجاوز ابعاد ذلك ، ليعطي للحرية قيمة اعلى واغلى ، والعجيب في هذا المستوى انك تعيش الحريه ولو كنت محبوسا بين الجدران ، ولو كنت مقيدا بالاغلال وسط قفص من حديد يصعب عليك الخروج منه ، هذا المستوى يمثل جوهرة الحرية و روحها ، قد تتخلص من القيود الماديه متى ما اردت لكن تبقى حبيس القيود الاخرى ، فما هذه الحريه ؟!! حرية منبثقة من العبودية لله ؟ فكلما كنت عبدا لله كلما كنت حرا ، لأنك كسرت قيود الشهوه و فصمت اغلال الهوى فاصبحت حرا ، واحدة من العبادات التي تحمل هذا المعنى ( الاعتكاف ) ، هذه الشعيره بحسب ظاهرها حبس وتقييد لحركة الانسان و انزواء عن المجتمع ، حتى دخلت في مفرداتنا الحواريه الاجتماعيه بأن من نفتقده او يقل تواجده انه ( معنكف ) بمعنى منزوي ومنعزل عن الناس ، بينما هذه الشعيره أُخذ فيها ان تؤدى في مسجد الجامع ، ليعيش حالة التواصل مع ابناء مجتمعه ، و ايضا ان الاعتكاف لا يمثل حبسا وتقييدا اكثر ماهو تحرر وانطلاق و تحلل وانعتاق ، من ذاق حلاوة الخلوة بالمعشوق ، و تذوق طعم القرب و لحظات الوصال يستشعر معنى الاعتكاف ، من خلال سجدة بين يدي المحبوب بكل صدق وانفتاح قلب يكون فيها في مقام القرب ( ومن ذا الذي أنِس بقربك فابتغى عنك حولا ) ، الاعتكاف : تنفس الحرية تحت مظلة الدين والايمان في بيئة نقية في بيت من بيوت الله ، رحلة الحج المصغره في حركة تبدأ به وتنتهي اليه ، فطوبى لكم ايها المشتاقون الوالهون وانتم في ضيافة الله وعلى مائدته المباركه ، تقبل الله صيامكم وقيامكم واعادنا الله واياكم ونحن في خير وسلام …. 🌹🌹❤❤