كرزكانـ.ـكم نعتز بخدمتكم
#bahrain #alwefaq #14feb #karzakan
الجانب السياسي (2) من خطبة الجمعة لسماحة الشيخ عيسى عيد بجامع #كرزكان اليوم الجمعة 15 مارس 2013م:
تعيين ولي العهد نائبا أولا لرئيس مجلس الوزراء: علاج أي مشكلة من المشاكل – صحية كانت، أو نفسية، أو روحية، أو سياسية، أو أمنية، أو اقتصادية، أو عقائدية، أو أخلاقية، أو غيرها – لابد أن يمر عبر مرحلتين: الأولى: تشخيص المشكلة تشخيصا تاما، ومعرفة أسبابها، ومسبباتها، لمعرفة جذورها وأصولها. والثانية: تشخيص العلاج المناسب، الذي يعالج أساس المشكلة ويقضي على جذورها، لإعطائها الدواء والعلاج المناسبين، فعقاقير البندول وغيرها من المسكنات لا تحل مشكلة الألم في الجسم، ما لم تشخص أسبابه، بل لربما سببت له مضاعفات أخرى. والمشاكل الأخرى كذلك لا تفيد فيها الحلول الترقيعية التي لا تلامس أس المشكلة وتقضي على أسبابها.
فتعيين ولي العهد نائبا أولا لرئيس مجلس الوزراء لا يفيد في حل المشكلة والأزمة القائمة في البلد.. للأسباب التالية:
(1) إن المشكلة والأزمة القائمة ليست مشكلة شخوص، وأسماء، حتى يمكن أن يُعْتاض بهم غيرهم وتنتهي المشكلة، المشكلة هي مشكلة شعب يطالب بحقوقه المنهوبة منذ عقود من الزمن، شعب يطالب بالحرية في كل شيء، شعب يطالب بأن يكون له الحق في اختيار حكومته، طبقا لميثاق العمل الوطني الذي صوتت عليه الغالبية من الشعب، والذي ينص بأن يكون الشعب هو مصدر السلطات. نعم لوكانت المشكلة مشكلة شخوص وأسماء، لأمكن أن يقال باحتمال معالجتها بإضافة أسماء جديدة في خارطة الحكومة، وفي تشكيلتها لإمكان المساهمة في حل أو تقليل الأزمة. (2) أن هذه الخطوة لا تساهم بشكل أو بآخر في إنهاء الأزمة أو حلها أو التخفيف منها، لأنها لا تساهم في تغيير الواقع السياسي، بل تزيده تأزما، واتساعا. (3) أن هذه الخطوة لا تعبر عن إرادة صادقة لتغيير الواقع السياسي، وإنما هي في الحقيقة محاولة يائسة في تخفيف الضغط الشعبي الرافض للواقع السياسي المعاش، عن طريق إيهام الناس بأن التغيير المطلوب قادم. (4) إن هذه الخطوة لا علاقة لها بالمطالب الشعبية أصلا لا من قريب ولا من بعيد، فلا يمكنها تحقيقها، المطالب التي تجد في صناديق الاقتراع لانتخاب الحكومة التي تمثله، والممثلين الذين يمثلونه في البرلمان عن طريق الدوائر الانتخابية العادلة، تجد في صناديق الاقتراع طريقها للتحقق فقط وفقط. (5) إن هذه الخطوة في الحقيقة تعتبر خطوة ترقيعية، لا تجدي نفعا، بعد أن وجد الشعب أن تحقيق مطالبه لا يكون إلاّ عن طريق التواجد الدائم في ساحات وميادين المطالبة السلمية، والإصرار على تحقيقها.
المصدر
الله يحفظك شيخنا .