كرزكانـ.ـكم نعتز بخدمتكم
الضرورات الاقتصادية لا تبيح محظورات الصحه
محمد خليل الشاخوري
الحديث عن وباء كورونا قد شغل حيزا كافيا من الاهتمام الذي يستحقه طوال الفترة الماضية، غير أن المستجدات التي نشهدها بين حين وآخر تحتم علينا إعادة الحديث عن هذا الوباء والإضاءة حول الخطوات المزمع إتخاذها من قبل السلطات المعنيه المسؤوله عن مكافحه الوباء ولفت النظر لنقاط لا ينبغي اغفالها.
منذ بداية ظهور هذا المرض وقبل تحوله لوباء عالمي تعاملت بعض الدول باستخفاف شديد مع سرعة انتشاره لأسباب تتعلق بجهل طبيعة و خطورة هذا الفايروس كونه مستجدا وكذلك المبالغه في تقدير امكانياتها الصحية والعلاجيه والتصور بأنها قادرة على مواجهته دون الحاجه لإجراءات استثنائية.
ومع مرور الايام تلقت هذه الدول صدمة كبرى وخرجت الأمور عن نطاق السيطرة ليحصد هذا المرض أرواح الآلاف من البشر وسط إنهيار كامل للمنظومه الصحيه في تلك البلدان وعجز تام عن مواجهة المرض ليتحول لوباء عالمي يفرض اجراءات غير مسبوقه كالاغلاق الشامل وبقاء الجميع في المنازل في محاولة لتقليل اعداد الاصابات.
البحرين من البلدان التي اتخذت عددا من الاجراءات لمواجهة وباء كورونا لكنها تجنبت قرار الاغلاق الشامل نظرا للكلفه العاليه لهذا القرار وصعوبه اعادة تشغيل محركات الاقتصاد في حال توقفها التام، واستعاضت عن ذلك بسلسلة اجراءات لتقطيع الوقت و عدم خروج اعداد الاصابات عن نطاق السيطرة مع مراعاة التقليل من الآثار الاقتصاديه لأي إجراء. ومن الملاحظ جدا أن ادارة أزمة كورونا فيها موازنه مستمرة بين البعد الصحي والبعد الاقتصادي والكلفه المتوقعه من أي اجراءات متخذه، حتى وصلنا مؤخرا لخطوات العودة التدريجيه للحياة الطبيعيه، بمعنى اعادة الأوضاع لما كانت عليه قبل الوباء، وهو أمر يتم تهيأت الرأي العام إليه بشكل واضح ومبرمج.
وبعيدا عن تقييم هذه الاجراءات فإن قرار العودة للحياة الطبيعيه يرتكز على البعد الاقتصادي وليس بسبب معطيات جديده حول الوباء، فخطورة الفايروس وسرعة انتشاره لم تتغير والارقام المعلنه للاصابات اليوميه لا تؤشر لإنحسار الوباء، وكذلك فإن الوفيات جراء الاصابه مستمرة، يبقى المتغير الوحيد الذي فرض مراجعه للاجراءات المتبعه هو العامل الاقتصادي.
لذلك علينا جميعا أن نعي هذه الحقيقه وأن شعارات العوده للحياة الطبيعيه هي ذات خلفيات اقتصاديه، ولا ينبغي على الاطلاق دفع كلفة عودة عجله الاقتصاد لطبيعتها من صحتنا و من نحب، مع لفت النظر إلى أن الخطورة تتضاعف مع تساهل الناس المتوقع جراء الدعوات لعودة الحياة الطبيعيه و احتمالية أن نشهد موجه ثانيه للوباء قد تكون أشد خطورة وفتكا
المصدر
