العلامة الفقيد الستري ماذا يمتلك من قوة جذب حتى يستحوذ على قلوب الاخرين ؟! ما ال…

العلامة الفقيد الستري ماذا يمتلك من قوة جذب حتى يستحوذ على قلوب الاخرين ؟! ما الذي يدفع بهذه الجموع ان تكون حاضرة قبل موعد التشييع ؟ ما الذي يدفعها ان تصب دمعها عليه ؟! و ما الدافع الذي يشعرها بالحسرة و التفجع لفقده ؟!! مع أن الفقيد لا تتقصده وسائل الاعلام و ليس بينه و بين الات التصوير الفه ، و ليس له حضور يملأ به المساحه المجتمعيه ؟ فما هي الجاذبة الخفية التي يتمتع بها ؟!! سألت بعض من حولي كيف كان أثر نبأ وفاة العلامه الستري على قلوبكم ؟!! يقولون استشعرنا التفجع و الحسرة و الغم !!! دون أن نعرف من هو ؟! و لكننا احسسنا في داخلنا قوه تجذبنا اليه و بفقده فراغا يملأه الحزن و الاسى !!! ، فما هي القوى الخفيه الجاذبه في شخصيته التي عطفت قلوب الناس اليه ، هناك ثلاث قوى جاذبة خفيه ؛ العلم و التواضع و البساطه ، و العلم نور من طبعه أن يكون جاذبا والناس تقصده لتطرد النقص و تبحث عن الكمال ، كالقراشات التي تبحث عن الشمعه فتدور حولها ، العلم رفعة تضع صاحبه في القمم ( يرفع الله الذين آمنوا و الذين أوتوا العلم درجات ) ، العلامة الفقيد منجم علم و معرفه يتدفق متى ما لامسته بسؤال أو اثرته باشكال . و التواضع سلوك راقٍ و مهارة عاليه يبلغ بصاحبه رفعة لا يدانيها احد ( من تواضع لله رفعه الله ) و من رفعه الله تشرئب له الاعناق و تنجذب اليه النفوس فتستريح في ظله و تستمتع بمحضره ، و لعل صفة التواضع في شخص فقيدنا أبرز ما يلمسها من ينجذب اليه ، و من شدة طغيانها في شخصيته لا يحتاج الفرد الى عناء في الوقوف عليها ، يتلمسها القريب و البعيد في كل مفاصل شخصيته ، و لن تجدها تغيب لحظة من سلوكه ، في الحضر و السفر ، بين من يعرفهم او لا يعرفهم صغارا او كبارا . البساطه وهي تعني الترابيه ، اي ان صاحب هذه الصفه لا يعيش التعقيد في كل حياته في ملبسه و مأكله في منطقه و مشيه في علاقته مع الاخرين ، هذا المنجم من العلم لم يغير في لهجته الستراوية شيئا يتحدث بكل بساطه بلهجته التي ورثها حيث تشم منها عبق اللهجة الاصيله التي تختزل في داخلها تاريخ هذه الجزيره المضيء ، يمتلك سحرا يجعل الاخرين كالشمع بين يديه ، انها الابتسامة الساحره التي تغلب على محياه مع كثير من الصمت و قليل من الكلام ، لهذا نجده يقتحم القلوب دونما استئذان ليتربع على عرشها ، هذه القوى الخفية الثلاث التي تفسر لنا سر تعلق الناس به ، و الشعور بالحسرة و الالم بفقده ، لأن النفوس من طبعها أن تنجذب الى العلم و التواضع و البساطه ، لنكتشف المقاييس الحقيقيه لمعرفة العلماء وتمييز العالم عما سواه . بفقده فقدنا عالما جليلا و ابا رحيما و شجرة نتفيء ظلالها ، رحم…