. العنوان : ” الحج يبدأ من حيث ينتهي ” ما قمنا به في رحلة الحج هو اداء لتكليف ا…

.
العنوان : ” الحج يبدأ من حيث ينتهي ”

ما قمنا به في رحلة الحج هو اداء لتكليف اسقط عنا الواجب ، لكن بقي ما تركه الحج من بصمة على فكرنا و سلوكنا ، ماذا بعد الحج ؟! ما حجم الطاقه و الروحانية التي تمتعنا بها ، و ما مقدار الرصيد الذي تحصلنا عليه في مقاومة تحديات المال و الشهوة و الجاه ؟! هناك مجموعة دروس تحصلنا عليها من خلال هذه الدورة المختصره التي تؤهلنا لخوض غمار الحياة و نحن في ثقة مطلقة برب العالمين و حسن ظن به .

الاول : هناك فرق بين العلم بالشيء و معرفته و بين أن يكون الشيء يضرب بجذوره في اعماقك و تعيشه في وجدانك و تفكيرك ، هكذا نكون في علاقتنا بالله ، هناك معرفة به و ايمان بوجوده و اعتقاد بحقيقته و بصفاته ، و هناك علاقة عاطفيه تضرب في الوجدان منشئها الحب المبتني على المعرفه ، تعلمنا كيف ننفتح على الله بقلوبنا نشكو له و نقر بين يديه و نتلمس الامل في جنبه ، بالايمان و الحب نستشعر اللذة في الدعاء و المناجاة و نأنس بالحديث مع محبوبنا من غير حجاب .

الثاني : الصبر و التحمل ، يعلمنا الحج في معظم مناسكه مهارة التحمل و الصبر على العباده ، من التزاحم الشديد في الطواف حول البيت او عند جمرة العقبه ، او الذهاب في العراء تحت لهيب الشمس ، او لمسيرات التحمليه من مشي لساعات طوال ، كل ذلك يربي فينا روح الصبر و مهارة التحمل ، و هو قسم من أقسام الصبر ( الصبر على الطاعه ). الثالث : كل عبادة من العبادات لها صورة و روح ، و الصورة هي الإطار الذي يحفظ المضمون و يحميه ، يمثل الحج احدى العبادات التي من حيث الصوره عمل لا يقبله العقلاء و لا يرتضيه من له مسكة عقل ، و لكن حينما نعبر من خلال الصوره الى المضمون الذي يمثل عمق العباده نجد انفسنا نحلق في عوالم أوسع و أرحب من عوالمنا الضيقه ، و لذلك نجد أن معظم المناسك تمثل رمزية لعبادة أعمق منها لها ارتداداتها في صياغة شخصياتنا على مستوى الفكر و السلوك .

الرابع : الحج هو أن تبدأ بالله و تنتهي به ، تفر منه و تفر اليه ، تخاف منه و تلجأ اليه ، هذا هو خط السير في الحياة رسمته السماء ( اهدنا الصراط المستقيم ) و أوضحه الانبياء و فصله الاولياء ، و تعاهده العلماء ، فخريطة الطريق الى الله هي عصارة جهد جهيد قام به حصون الأمة و ملاذها ، فهم الادلاء و الحصون المنيعه الذين يسهرون الليالي كي يستنبطوا حكما يحدد لك المسار الصحيح الذي يوصلك الى الحق ، فلا تضيق صدورنا مما يصلنا من فتاواهم لانهم يريدون لنا الخير ، حتى يكون حجنا صحيحا لابد من تحري الدقه في تطبيق فتاواهم التي تمث الحصانه في نجاح اعمالنا ، فلنستشعر اهمية وجود الفقهاء في حياتنا… التتمه 👇