كرزكانـ.ـكم نعتز بخدمتكم
.
اللطف هو الرفق و الهدية والرقة في مقابل الكثافة، ومنه اللطف الإلهي وقيل فيه: كل ما يقرب العبد للطاعة ويبعّده عن المعصية، ومنشأ ذلك الحسن والقبح العقليان، ومن لطف الله على عباده أن بعث لهم الأنبياء ليدلوهم على ذلك وإلا ينتقض الغرض، وختمهم بصفوة الخلق محمد (ص) (فلما انقضت أيامه أقام وليه علي ابن أبي طالب صلواتك عليهما وآلهما هاديا، إذ كان هو المنذر ولكل قومٍ هاد).
.
مقتضى لطفه أن لايترك الناس هُمُلا، وأن يصطفي من خلقه من يتمم الطريق، وهذا الاصطفاء قائم على أساس العلم والحكمة. وكذلك المصطَفَوَن على أساس ما يتمتعون به من صبر وثبات أمام كل التحديات والإغراءات، وما يتمتعون به من علمٍ و يقين (العصمة)، من هنا وُلِدت فكرة الإمامة في تمازج دقيق بين البرهان والقرآن (وجعلنا منهم ائمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بأياتنا يوقنون)، ولذلك حينما نقرأ سيرة ائمتنا نجدهم جبلا شامخا أمام كل التحديات الحادة من قبل وسداً منيعا أمام انواع الاغراءات مما يكلفهم السجن و الموت.
من كواكب سماء الإمامة الإمام الهادي الذي عاصر جماعة من خلفاء بني العباس أشهرهم المتوكل، وكيف عانى من بطشهم و تنكيلهم، حيث جلبوه عنوة من المدينة المنورة إلى سامراء ليخضع تحت رقابة جبرية مشددة، إلا أن هذا لم يفل من عضده، وكان نور علمه وسناه يتسلل إلى قلوب وعقول المسلمين، وكانت سجاياه وكرائم أخلاقه دروسا يتمثلها المؤمنون، هذه أسلحته التي ترعبهم، فكان حكمهم عليه أن يموت، والموت ليس له من سلطة على العلم والأخلاق، فمات واندثر من ظن أنه يبقى وخلُد من ظنوا أنه يموت!
.
السلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت و يوم تبعث حيا.
المصدر
