كرزكانـ.ـكم نعتز بخدمتكم
النزوع نحو مكارم الاخلاق وكسب الفضيله امر غريزي تنحو نحوه النفس فطرة واستقامه ، لهذا تميل عن الرذيله وتنفر منها بطبعها ، والاديان السماويه بلا استثناء تدفع بهذا الاتجاه لانها اديان تنسجم مع الفطره فلا تحيد عنها ، وديننا العزيز دين الفضيله ودين الفطره خاتم الاديان يؤكد بما لا مزيد عليه لما للاخلاق من دور في بناء الفرد والمجتمع ، وهذا ما نلمسه في الوسام السماوي الذي أوسمه الله لنبيه ( وانك لعلى خلق عظيم ) ، وهو ايضا يحصر سبب بعثته في هذا الامر ( انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق ) ، لكن للاخلاق قيمة في شهر رمضان تختلف عنها ، في باقي الشهور ، لأن الشهر الكريم بحسب الفرض مدرسة التغيير والاصلاح ، وتعلم فنون القدره على التحكم للنفس في كفها عما تشتهيه من لذائذ وشهوات ، و تربيتها على السلوك السليم ، ومما ورد في خطبة الرسول الاعظم ( ايها الناس : من حسّن في هذا الشهر خلقه كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الاقدام … ومن كفّ فيه شره كفّ الله عنه غضبه يوم يلقاه ) . مع بالغ الاسف أن الصائم في شهر رمضان في بعض الاحيان يفقد اخلاقه وتتغير طباعه حتى يتحول الامر الى تقليد شائع وعرف سائد ، ان الصائم نتيجه للجوع والعطش والارهاق يتحول الى ليث ضاري فتظهر عليه الروح السبعيه ويتحكم فيه الغضب ويضيق به التسامح فيتحول الى قطعة انفعال وغضب على من حوله من زوجة او اولاد او رعايا ، فيفقد الصيام قيمته و يستفرغ من محتواه ، بينما شرع الله الصيام لنكون من المتقين ( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) والتقوى هي الحصانه التي تكون حاجزا بيننا و بين مشتهايتنا ، فحينما نغضب وحينما ننفعل فان حصانة التقوى هي التي تحجزنا من ان ننساق لغضبنا وانفعالاتنا ، وطبيعي لايمكن ان نمتحن مالدينا من تقوى الا حينما نكون عِرضة لما يستثيرنا ونحن في حالة الجوع والعطش والارهاق ، كيف نتحكم في ذلك ؟ مثابة الحليم الذي يمتحن حينما يستفز من قبل من يغضبه ، فالصيام يربي فينا اخلاقا مضاعفه فوق ما كنا عليه ، فان ما نحتاجه في الشهر الكريم اكثر مما نحتاجه في غيره ، ومنه نتعلم تحويل الفضائل الى ملكات تحكم سلوكنا ، اذا استطعنا توفيرذلك معناه اننا نجحنا بامتياز في التلبس بحقيقة الصيام ، فان للصيام حقيقة ملكوتيه لا يدركها الا من تحصل على ادوات برزخيه يتلمس بها تلك الحقيقه … شهر رمضان شهر الفضيله ، بارك الله لكم صيامه وقيامه وتلاوة كتابه …. 🌹🌹❤❤
المصدر
