الى جنة الخلد يا مرتضى.. اليوم السابع عشر من ديسمبر خيم الحزن في قرية كرزكان لفق…

الى جنة الخلد يا مرتضى.. اليوم السابع عشر من ديسمبر خيم الحزن في قرية كرزكان لفقد شابها الوسيم مرتضى بوحميد.. هذا الشاب الذي ولد من رحم الحرمان والالم كافح طول حياته ولكنه غادرها ولم ترحمه لتنطبق عليه مقوله انما هذه الدنيا اعدت لبلاء النبلاء.. هو نبيل في اخلاقه ومعاملته وحبه واخلاقه ودماثته وايثاره للاخرين.. لم يجعل الالم ان يدخل لقلبه فتألم اليوم لفراقه محبوه.. عظيم الفقد كان مقروءا امام الدموع التي خالطت تراب قبره وكتبت حروف الوداع بين شاهديه.. الكل كان حزينا لفقده متسائلا اترحل يا مرتضى ولا تعود.. شاب عاش اليتم منذ سنواته الاولى وتذوق الحرمان حين فقد والدته وهو اصغر اخوته فلم يتلذذ بطعم حنان الام التي لم يستطع ان يودعها بكلماته سوى انه وجد نفسه يصارع الحياة القاسية.. رغم فقره كان يبتسم امام ظروف الحياة الصعبه.. لم توقفه ابدا الرياح العاتية واصعب المواقف من ان يبتسم لمن يسلم عليه او يسأل عن حاله ابتسامة سيفتقدها كل من عاش حياة هذا الشاب المكافح.. حتى في مرضه الذي اغتال احلامه قبل اربعة اشهر من وفاته لم يستطع ان يثنيه من هذه الابتسامه.. فقبل اسابيع وبعد عودته من العلاج من الخارج التقيت به قبل دخولي الحلاق.. ابتسم لي مخاطبا اياي عن احوالي قبل ان اسأله عن مرضه.. حين سالته عن النتيجه التي حصل عليها خارجا اجابني بكل صبر وصمود رغم ان السرطان انتشر في جسدي لكنني صابر يا جاري فلا تنساني من الدعاء.. كل صديق له او من شاركه الحياة او محبوه سيكون له موقف مع مرتضى سيخلد في ذاكرته ولن ينساه ابدا.. في احداث ٢٠١١ حكم عليه ٣٠ سنة ولكنه بعد الاستئناف وبعد ان قضى ما يقارب السنة والنصف تم انزال الحكم وتبرئته من بعض التهم والافراج عنه وكانت الكلمة التي نقلتها محاميته عنه بعد حكم القاضي انه ابتسم وقال خلاص اقدر اطلع برى وهو يتمتم بالحمد والشكر وعيون اغرورقت بالدموع.. خرج من السجن ليصارع الظروف الصعبه دون تردد فأخذ يعمل مع اخيه في بيع السمك.. كما ينقل عنه احد اصدقاءه كان حنونا باهله.. يجسد صلة الرحم والكرم بكل معانيها فمتى ما حصل على سمك جيد كان يهمه ان يكون لخواته واعمامه نصيب منه.. كان هو اخوه قريبين من بعضهما تغيب معاناتهم للحياة ابتسامة لا يمكن وصفها.. رحل مرتضى ورسم جرحا غزيرا في قلب ابيه واخوته واخواته واعمامه واهله ومحبيه.. رحل بنفس كأس المرض الذي سرق روح امه وخاله.. رحل ليترك ابنته مريم تتجرع الم اليتم وهي لم تتجاوز السنتين مثل ما ذاقه سابقا.. رحل وجعل كل قرية كرزكان تبكي لاجله.. هذا الشاب الصابر بحق يجب ان يخلد وان تبقى ابتسامته رمز لكل من يعاني في … التتمة👇