( انتصر الحسين ) يعتبر يوم العشرين من صفر يوم تجدد الحزن و المصاب على أهل بيت ا…

( انتصر الحسين )
يعتبر يوم العشرين من صفر يوم تجدد الحزن و المصاب على أهل بيت العصمة و الطهاره ، حيث تستذكر فيه رحلة السبي من بعد مقتل الامام الحسين و دخول السبايا الكوفه ثم مسيرهم للشام و ما ادراك ما الشام ، ثم عودتهم الى كربلاء ثم المدينه حيث يقدمون واجب العزاء للنبي المصطفى ( ص ) و فاطمة و الحسن المجتبى ، مع أنها رحلة مضنيه و سفر شاق تقاسم البطولة فيه الامام السجاد و العقيله زينب ، حيث أبرزا ما لديهما من صلابة و صبر تعجز عن تحمله الجبال ، حيث بلغا بذلك حد الاعجاز ، مع كل هذا إلا أن هذه الرحلة كانت تحمل أعلام النصر و تخط عنوان الهزيمه على جباه قتلة الحسين ، فهاهي بطلة كربلاء تقتحم قلاع العدو لتنزل به أشد هزيمة في قصره و بين أتباعه دونما خوف أو تردد و الحبال في عنقها و يديها ( و لئن جرّت عليّ الدواهي مخاطبتك ، إني لأستصغر قدرك ، و أستعظم تقريعك ، و استكثر توبيخك ، لكن العيون عبرى و الصدور حرى … … فالى الله المشتكى و عليه المعول ، فكد كيدك و اسع سعيك و ناصب جهدك فوالله لا تمحو ذكرنا و لا تميت وحينا و لا تدرك أمدنا …).
بهذا الخطاب الحيدري أربكت الوضع و أسقطت التاج الأموي ، و سرى كلامها في عقول و قلوب الحاضرين ، و كذلك مواقف الامام السجاد و خطاباته أيقظت العقول و نبّهت القلوب ، فهاهو كبير بطارقة ( بطريرك ) الروم الذي كان مبعوثا الى يزيد من قبل ملك الروم حينما اعترض على يزيدلما أخذ ينكث بمخصّرته ثنايا ابي عبدالله فأمر بقتله ، و كما يروى من اعتراض زوجة يزيد و غيرهم . لما قَدِم علي بن الحسين ، استقبله ابراهيم بن طلحة بن عبد الله وقال : يا علي بن الحسين : مَنْ غلب؟!قال فقال له : اذا اردت ان تعلم من غلب و دخل وقت الصلاه فأذّن ثم أقم .
أختصر له الامام السجاد الفوز و الغلبه في بقاء الدين و القيم ، يعني أن دم الحسين و أصحابه و أهل بيته سقى شجرة الدين لتبقى مورقه تنبض بالحياة عصية على الموت ( الاسلام محمدي الوجود حسيني البقاء ).
و لم تتوقف انتصارات ثورة الحسين عند حدود صداها في ذلك الزمان بل تعدت ذلك و سرت في مفاصل و منعطفات حياة البشريه ، فها هي في كل عام ترفع رايات النصر في اجتماع بشري عديم النظير ، في زيارة الأربعين التي يزحف فيها ملايين البشر من كل بقاع الدنيا في جذبة روحيه يصعب توصيفها إلا من عاش لحظاتها ، يؤكد فيها العاشقون الانتصار الحقيقي لواقعة الطف من خلال انتصار الحق و القيم ، هذا هو الفتح الذي تحدث عنه الامام الحسين (ع ) ، و الغلبة التي أجاب بها الامام السجاد و الذكر الذي لا يمحى و الوحي الذي لا يموت ،
التكملة في التعليقات 👇