( بين الحزن و الفرح ) عجيب منا أن ننتظر الحزن بلهفة و شوق و نودعه بلوعة و ألم ،…

( بين الحزن و الفرح )
عجيب منا أن ننتظر الحزن بلهفة و شوق و نودعه بلوعة و ألم ، يمكن أن يقال ذلك خلاف طبع الانسان ، حيث أنه يستشعر الثقل بمجرد الاحساس بالحزن و يعيش الغبطة و الفرح برحيله ، ماذا دهانا نحن الشيعه ؟! ما أن تهب علينا نسائم محرم الا و اشتعل الشوق فينا لهفة لبلوغ ايامه ، و ما إن تصرّمت ايام صفر الا و استشعرنا الحزن و الوحشة في محافلنا ، قد يتوهم البعض أنا نعشق الحزن للحزن ، اننا نعشق الحزن تأسياً بالنبي و أهل بيته و لأنه يمثل لنا الرئة التي نتنفس بها ، و مجموعة القيم و المثل المرتبطة بأعظم حدث في الكون ، و حيث انه يمثل المساحة الأكبرفي مصائب اهل البيت لاحتوائه على محورين مهمين في وجود الدين و بقائه ( النبي الاكرم و الامام الحسين ) ، لهذا فالحزن عندنا أكبر من الحزن الذي يعتري بني البشر حزن أكبر من العاطفه حزن يضرب في أعماق القيم و يسيج بسياج الإيمان .
من هنا يتبين لنا الفرح الذي يعبر عن حالة الابتهاج الروحي الذي يرتبط بالمثل و القيم ، و لهذا لاتقل الغرابة فيه عن الحزن ، عجيب أمرنا – نحن الشيعه – يختلط الفرح بالحزن فنستشعر لذة الفرح بنكهة الحزن ، و هذا لم يكن بدعاً منا و انما تأسياً بالحبيب المصطفى ( ص ) لما استقبل الحسين وليداً اختلطت المشاعر في داخله حتى تقاطرت دموعه .
ما هو المشترك بين الحزن و الفرح ؟! انه منظومة القيم و المثل التي تحكم سلوكنا ، فلا الحزن يفرغنا من محتواها ، لأن حزننا يرتكز عليها و ينبثق منها ، و لا الفرح يخرجنا من إطارها ، لأن كلاهما يعبر عن ابتهاج النفس و ارتياحها في مساحة الطاعه و الانصياع لله سبحانه ، من هنا ندرك عمق النص المنقول عن امير المؤمنين ( …. إن الله اطلع الى الارض فاختارنا و اختار لنا شيعة ينصروننا ، و يفرحون لفرحنا ،و يحزنون لحزننا ، و يبذلون أموالهم و أنفسهم فينا ، أولئك منا و الينا ) .
يعتبر شهر ربيع شهر الأفراح لأهل البيت ( ع ) من بعد شهادة الامام العسكري ( ع ) ، حيث يكتنز في داخله مناسبتين جليلتين : الأولى :تمثل ولادة شمس الحريه و انعتاق العقل من عبودية الانسان لأخيه الانسان و من عبادة الاصنام و الأوثان ، و الثانية : تمثل ولادة الرافد المتصل بالأصل ولادة المذهب الجعفري ، الإنتقال من خانة الحزن الى خانة الفرح لا يستوجب مفارقة بين الأمرين ذلك لأنهما ينبثقان من نبعٍ واحد و يصبان في مصبٍ واحد .
أيها الأحبه : هل أدركنا معنى ( يفرحون لفرحنا ) ؟! لا يتصور أن يأخذ بنا الفرح الى خلاف ما يريدون أو تحويله الى معول هدمٍ لما اكتسبناه في أيام الحزن ، الفرح الذي يعبر عن بهجة الروح و سعادتها لا 👇👇