كرزكانـ.ـكم نعتز بخدمتكم
تمثل الثروة والجاه من اهم المقاييس التي على اساسها يتفاخر الافراد و المجتمعات قديما وحديثا و ان كان بصورة ملمعه ، وتعتبر الثروه هي مصدر القدرة و السلاح الذي تواجه به صعوبات الحياة ، و من لا يمتلك ذلك لا يستطع العوم في بحر الدنيا الهائج ، و لهذا يصعب على صاحبه ان يعطي منه فكيف يتنازل عنه ؟!! أن تتنازل عن ثروتك للاخرين او تنسى جاهك يعني انك تتنازل عن عرشك و تتهاوى من القمة الى اسفل الهرم ، بل يعده عقلاء هذا المنطق لوثة عقليه تعتريه او انه مسحور . عندما يؤمن الفرد بهدف وغاية نبيله ، و عندما يعتقد بقيمة ، لا تمثل الثروة و الجاه شيئا امامها ، حينها تتوظف الثروة والجاه في خدمة الغايه النبيله ، فلا يعد تهاويا من القمة الى القاعده بل تساميا الى الاوج ، و انه عين العقل وخلافه عقل منكوس . لقد كانت أم المؤمنين السيده خديجه ( رض ) سيدة الشرف ، وصاحبة العقل الراجح ، و النسب والحسب الرفيع ، كانت تمتلك من الثروة و الجاه مما يجعلها مطمع الرجال في ان يحظوا منها بوصلة قرب ، وهم ايضا ممن يضاهئونها في ذلك ، الا انها ادارت بوجهها لكل ذلك ، لتنعطف بقلبها الى السماء و تدير ظهرها الى الارض فتختار رجلا فقيرا ويتيما ، بحسب المقاييس الماديه لا تناسب بين الفردين بينهما فارق طبقي و بون شاسع يجعل من حياتهما كالخطين المتوازيين ، لكنها تحصلت على ثروة انستها ثروات الدنيا ، و على جاه تتطلع اليه النفوس وتشرأب اليه الاعناق ، حينما تسير العاطفة في ظلال العقل ، وحينما تحكم الانسان المقاييس المنطقيه السليمه يكون الاختيار في موضعه الصحيح ، هذا السلوك السامي و التفكير النبيل هو الذي أبهر نبي الاسلام لتحتل موقعا كبيرا من قلبه و تحتل مساحة واسعة من فكره ، فما عادت تغيب عن باله لا في حياتها ولا بعد موتها ، كانت صورة ماثلة امامه في كلل منعطفات الحياة خصوصا الحادة منها لأنه وجد فيها السند والظهير في صدر الدعوه ،وجد فيها المرأة التى قدمت كل امكانياتها في خدمة دعوة النبي ، كما لا ينساها وهي الزوجة الحق في عين زوجها ، والام الحانيه العطوفة على بنتها ، لهذا تبقى السيده خديجه النموذج الحي الذي يقدمه الاسلام للمسلمين في العطاء والتفاني والحب والاخلاص …. صيام مقبول وافطار شهي 🌹🌹❤❤
المصدر
