الإثنين , أبريل 29 2024
أخبار عاجلة

” جذور البكاء المُقدس ” بغضِ النظر عن الأمرِ المُتعلق بالعبادةِ و مسألة الثواب …

” جذور البكاء المُقدس ”

بغضِ النظر عن الأمرِ المُتعلق بالعبادةِ و مسألة الثواب و العقاب و ما إلى ذلك فيما يخص ذرف الدموع و ما ورد من استحباب البكاء على الإمام الحسين عليه السلام في الروايات و ما أقره الفقهاء من استحباب البكاء و ما للبكاء على الإمام الحسين من آثار إيجابية وما لهُ من فلسفةٍ دينيه و عمق رسالي مما يُذكر في محله ،، بغضِ النظر عن كُلِ هذا وغيره فلسنا هنا في معرضِ المسّ بأي مُعتقد ديني أو طريقة عباده مُعينه ، إلا أن مثل البكاء و العويل هي وسيلة من الوسائل الإعلامية سابقاً ولها بُعد تاريخي حرىٌ بالبحث ،، وقد كانت موجودة وحاضرة منذ زمنٍ بعيد .. يذكر الكاتب والمفكر فاضل الربيعي في كتابهِ ” تاريخ المناحة العظيمه” نص تاريخي قديم من كتاب ( تاريخ مصر ) للمؤرخ اليوناني ( هيرودوتْ ) نحو 500 ق.م ، بعد زيارته مصر قائلاً إنهُ شاهد أثناء احتفالات المصريين السنوية بموت الإله ( إيزيروس ) ، مواكب من البشر النائحين الذين كانوا يبكون ويلطمون . ويجرحون جباههم بالسكاكين .
ويعلل الربيعي هذه الممارسات للطقوس وبشكل عنيف ماهي إلا نوع من إعادةِ تمثيلٍ لواقعةِ موتِ الإلهِ المصري القديم ( إيزيروس ) في معركة عنيفة وقاسية بعد أن واجه أشقاء – أعداء راحوا يقطعون أوصال جسده دون رحمة . )) فالبكاء الجماعي و المناحة الجماعية ليست مسألة تم أختراعها من ألفِ عام فقط و إنما لها جذور تمتد إلى ما قبل الميلاد .. ويواصل الكاتب حديثه حول ظاهرة الإحتفالات الحزينه و المناحة الجماعية قديماً فيستعرض ما كان يفعله البابليون في العراق خلال احتفال موت ( تموز ) حيث تسير في شوارع المدن والقرى مواكب هائلة من البشر النائحين ..” و( تموز ) ذلك الإله ” إله الخصب العراقي ” الذي ناح عليه العراقيون القدامى قد واجه أشقاء – أعداء قساة ، راحوا يقطعون جسده دون رحمة .. هكذا يحدثنا تاريخ ما قبل الميلاد عن طقوسٍ
مشابهةٍ لما نراه اليوم من ممارسات لأحتفالات الحزن و الأسى في بعضِ مجتمعاتنا الإسلامية مما يدل على أن هذه الطقوس لم تكن ولادة حدثٍ مُعين و إنما لها امتداد تاريخي عريق يرتبط بثقافة الشعوب وهي حنئذٍ أقرب إلى ” الفلكلور” الشعبي المُتأصل منذ فجر التاريخ البشري .. كل هذه الممارسات الفلكلوريه المُقدسة سواء كانت في الإسلام الشيعي أو غيره من الأديان القديمه تهدف إلى فكرةٍ يتفق عليها الجميع وهي “تمجيد ذكرى البطل و التضحيه ” وهي من المبادىء الإنسانيه الساميه .. أما في الجاهليةِ عند العرب قبل الإسلام فقد كانت المناحة أو النياحة من التقاليد المتوارثة أنذاك ، وقد منعها الإسلام،، فقد كانوا يُظهرون الجزع الشديد


المصدر

عن كرزكانـ.ـكم

شاهد أيضا

انتقلت إلى رحمة الله تعالى ورضوانه الحاجة عاتقة ملا عبدالله علي محمد البناء (أم …

▪انتقلت إلى رحمة الله تعالى ورضوانه الحاجة عاتقة ملا عبدالله علي محمد البناء (أم محمد …

4 تعليقات

  1. على موتاهم ويُذكر أنهم يستأجرون على الميت نواح وبواك وكانت النساء يخمشن خدودهن و يشققن ثيابهن ويرفعن أصواتهن ويعددن محاسن الميت ولم يخلو الأدب الجاهلي من الرثاء الرقيق الذي يتضمن اللوعة و الأسى والحزن على الميت .. إلا أن النياحة في الجاهلية ليست من احتفالات الحزن المُقدسة كما كانت في تاريخ بابل و مصر القديمه .. لأن النياحة هنا على ميت وليس على أمر مُقدس يرتبط بالعقيدة و الدين كما أسلفنا .. ولكنها وكما يذكر بعض المفكرين ربما تكون من رواسب تلك الطقوس القديمه .. وفي الشعر الجاهلي كان الوقوف على الأطلال يُمثل حالة من الأسى و الحزن على الوطن المفقود الذي هجرته الأحبة وبقت آثاره ممتزجة بالذكريات ، الوقوف على الأطلال الذي يُرافقهُ البكاء و الألم نجدهُ في القصيدة الجاهلية يُترجم حالة الشوق بكل معانيها :- وقوفاً بها صحبي علىَّ مطيّهم
    يقولونَ لا تهلك أسىً و تجلدِ
    كل هذا الحزن والبكاء و الأسى الذي يكاد يهلك صاحبه يدل على تعلق الإنسان العربي بوطنه وحبه له ، ولكنها حالات انفعال نفسي يمر بها الشاعر وليست لها علاقة بأصل الموضوع الذي تطرقنا لهُ آنفاً .. وفي خلاصة ما نريد الوصول إليه نستنتج أن معظم الفلكلورات الشعبية التي نعيشها في حياتنا من عادات و تقاليد سواء كانت دينيه أو غيرها لها جذور في التاريخ ترتبط بكينونة الإنسان و معتقدهِ وطريقةِ تفكيره .. شوقي أحمد
    ٢١/٩/٢٠١٨م

  2. #أقلام_كرزكانية
    #كرزكان
    #كرزكانكم
    #أخبار_كرزكانكم
    #منوعات_كرزكانكم
    #قريتنا
    #أخبار_القرية
    #قريتنا_الحبيبة
    #قرية_كرزكان
    #أخبار_قرية_كرزكان
    #قرى_البحرين
    #مملكة_البحرين
    #البحرين
    #بحريننا
    #bahrain
    #karzakan
    #karzakancom
    #karzakancom_news

  3. مقال جميل👍🏼احسنتم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *