خديجة بنت خويلد.. . . إن التاريخ مليءٌ بالنماذج العالية من النساء والرجال، فعن ر…

خديجة بنت خويلد..
.
.
إن التاريخ مليءٌ بالنماذج العالية من النساء والرجال، فعن رسول الله (ص) أنه قال: (كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا أربعة: آسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد)
.
السيدة خديجة بنت خويلد، هي أم المؤمنين، وأُم الزهراءِ (عليها السلام).. وقد كان لها مكانة عظيمة عند خاتم النبين (ص) تقول السيدة عائشة زَوجة النبي (ص): (كان محمد (ص) لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة، فيحسن الثناء عليها.. فذكر -عليه الصلاة والسلام- خديجة يوماً من الأيام فأدركتني الغيرة، فقلت: هل كانت إلا عجوزاً فأبدلك الله خيراً منها؟!.. فغضب ثم قال: “لا والله ما أبدلني الله خيراً منها؛ آمنت بي حين كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء”).. فقالت عائشة: (يا رسول الله!.. اعف عني، ولا تسمعنى أذكر “خديجة” بعد هذا اليوم بشيء تكرهه).. وفي رواية أخرى: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) إِذَا ذَكَرَ خَدِيجَةَ لَمْ يَكُنْ يَسْأَمُ مِنْ ثِنَاءٍ عَلَيْهَا وَاسْتِغْفَارٍ، فَذَكَرَهَا ذَاتَ يَوْمٍ، فَاحْتَمَلَتْنِي الْغَيْرَةُ فَقُلْتُ: لَقَدْ عَوَّضَكَ اللَّهُ مِنْ كَبِيرَةِ السِّنِّ.. قَالَتْ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ (ص) غَضِبَ غَضَبًا سَقَطْتُ فِي خَلَدِي، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: اللَّهُمَّ!.. إِنَّكَ إِنْ أَذْهَبْتَ غَضَبَ رَسُولِكَ عَنِّي، لَمْ أَعُدْ أَذْكُرُهَا بِسُوءٍ مَا بَقِيتُ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ (ص) مَا لَقِيتُ، قَالَ: “كَيْفَ قُلْتِ؟.. وَاللَّهِ لَقَدْ آمَنَتْ بِي حِينَ كَفَرَ بِيَ النَّاسُ، وَآوَتْنِي إِذْ رَفَضَنِي النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَرُزِقَتْ مِنِّي الْوَلَدَ إِذْ حُرِمْتُمُوهُ مِنِّي”..).. فالسيدة خديجة بنت خويلد (عليها السلام) كانت:
أولاً: مؤمنة برسول الله(ص).
ثانياً: مأوية لرسول الله (ص).
ثالثاً: مُصدّقة برسول الله (ص).
رابعاً: مُغنية لرسول الله (ص).
.
فإذن، الذي جعل هذه المرأة متميزة هو:
الفناء في خِدمة الدِين.. إن خديجة (عليها السلام) كانت امرأة ثرية جداً، ولكنها أصبحت في عداد النساء العاديات من الناحية المالية؛ لأنّها بَذلت كل ما لديها بينَ يدي زوجها، ولم تصرفه في شراء الذَهب والحُلي والحُلل والقصور وما شابه ذلك!..
.
كانَ بإمكانِ خَديجة أن تبقى غنية مُترفة وتقول: يا رسول الله!.. أنتَ وصيي من بَعدِ موتي، خُذ ثُلثَ أموالي في دَعمِ فقراءِ مَكة وغيرِ ذلك، ولكن هيَّ في حياتها أنفقت كُلَ ما عندها.
.
‏.
#Karzakan
#Matmal