شخصية من قريتي.. ج١٨.. المرحوم الاستاذ المربي جاسم محمد حسن.. في فترة كان المعل…

شخصية من قريتي.. ج١٨.. المرحوم الاستاذ المربي جاسم محمد حسن..

في فترة كان المعلم رمزا للتربية و القسوة والعصا لكل من يتهاون في دراسته او يتخاذل ويتقاعس باي نسبة في تعلمه كان الاستاذ جاسم يمثل رمزا واتجاها اخرا لكل طلابه وزملائه ومن يعرفه كان أستاذا طيّبا وحنونا يمثل العطف والحنان والنصح والقُدوةً الصالحةً في الإخلاص في العمل والسعي لتقديم أفضل ما عنده لطلابه ومدرسته ومن هم حوله..

هو المربي الفاضل وصاحب الفضل على الجميع المرحوم الحاج جاسم محمد حسن الذي ولد وترعرع بتراب قرية كرزكان وتنفس هواء بساتينها وعيونها بين جمال الطبية في سنة ١٩٤٧ … احب العلم و كان متاثرا بجمال وبساطة الطبيعة في كرزكان جعله يعشق ان يحول ما تراه عيونه للوحة خلابه وكان من أوائل خريجي مدرسة المنامة الثانوية العامة للبنين عام ١٩٦٢م التحق ليخلد ذكراه كمعلم يشهد بحسن سيرته واخلاصه وتفانيه كل من عاشروه سنه ١٩٧٠م.. وله من الاخوة علي وعباس واربع اخوات ابقاهم الله..

احاديثه لا تمل فهو تاريخ بحد ذاته وعاشق لقريته يتشوق زملاءه وطلابه للاستماع اليه بصمت محيطين حوله لا يملون من جمال روعته متى ما بدأ بسرده عن تاريخ قرية كرزكان و رجالاتها ومآثرهم ومواقفهم في شتى ظروف الحياة.. وكان بتميز بذاكرة لا تخطئ حتى ان احد طلابه يروي انه لم يلتقي بالاستاذ اكثر من ٢٥ سنة والتقى به بالصدفة في صلاة الجمعة التي لم يترك تواجدها فيها وقبلها صلاة الجماعة في كل الفرائض حيث تعرف عليه الاستاذ مباشرة بعد طول غياب.. هذه الذاكرة القوية جعلت الكثير منهم يلجا إليه للتعرف على أنسابهم و استحضار أحداث و مناسبات القرية الماضية والمواقف الخالدة وكثير من الكتاب الذين وثقوا تاريخ القرية رجعوا واستندوا الى معلوماته.. كانت له بخلقه الرفيع علاقة وطيدة بكبار السن لاهل القرية وكان يستأنس حديثهم ويأخذهم معه للذهاب الى تقديم التعزية في شتى مناطق البحرين وخارجها لا يكل ولا يمل ابدا من تقديم هذه الخدمة لهذه الفئة المنسية من الكثيرين.. زامله الكثيرون في عمله كالاستاذ المرحوم عبد الرسول الفردان والاستاذ علي واحمد ايوب والاستاذ محسن العالي وعباس الطرابيلي ومحمد المدحوب والاستاذ علي يوسف وغيرهم الكثير ممن لا تتسع لمثل هذا المقال المتواضع ذكرهم..