شخصية من قريتي ج٢٤.. الحاج المرحوم ملا علي بن درويش.. هناك شخصيات من تراث قرية …

شخصية من قريتي ج٢٤.. الحاج المرحوم ملا علي بن درويش..

هناك شخصيات من تراث قرية كرزكان لا بد ان تبحث عنها.. لانها جزء من تاريخ هذه القرية.. ملازمة للوعي الذي وصلت اليه.. شخصية خرجت من الظلمة.. والفقر والجهل لتتغذى بالعلوم وتنشره في ربوع هذه القرية.. كل زقاق في قريتي يشهد بتاريخهم.. كل جدران الطوب والطين والحجارة والقوائم الخشبية تستذكر ما مضو عليه ولا تنساهم ابدا.. لانهم هم كانوا جزءا من النور المضيء لهذه القرية.. هو وكل شخص كان له دور في احياءها سواء كان زراعا او فلاحا او مدرسا او نجارا او اي حرفة كان يملك هم من احيا هذه الارض وبسببهم ظلت باقية..

الحاج ملا علي بن درويش شخصية منيرة في سماء قريتي.. ولد الحاج علي في عام ١٩٠٠م شخصية تعلمت القراءة والكتابة منذ صغرها ووظل محبا للعلم حتى اخر عمره.. عمل غواصا وكان طويلا ذو جسم ضعيف وتزوج من الحاجة مدينة بنت الحاج منصور توفى له بنت وولد ايام حياته وله من الاولاد المرحوم الحاج محمد والمرحوم الحاج يوسف والحاج حسين والحاجة مريم ام خليل المعروفة بالقارية واصيب بالعمى وهو في الثلاثينات من عمره.. وفي فترة شبابه عانى الفقر المدقع وعاصر هجمات قطاعي الطرق التي ادت لهجرة عمه الى العراق وفقدت الصلة به وفي تلك الفترة كان الجوع سيد الموقف حتى ان احد الاشخاص باع بيته الكبير بكلة تمر كما توصف باللغة الدارجة ليسد جوعه وجوع عائلته.. رغم ذلك كان ملا علي شغوفا بالعلم وفي بصره كان يملك مكتبة صغيرة وفيها بعض الكتب خطها بيده او علق على هوامشها كما كان له مخطوطات نادرة وكان يكتب الوصايا والرسائل اذا طلب منه ومعظم الوثائق التي خطها بيده فقدت بعد وفاته كما فقدت كتب مكتبه والكتب القديمة الي احتفظ بها طوال السنين.. وبعد ان اصيب بالعمى في الثلاثينات من عمره مارس تدريس ابناء القرية القرآن الكريم وكان يعتلي المنبر الحسيني.. وكان يتميز بصوت جهوري جميل ويحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب..

التتمة بالتعليقات..