صناعة السماء أفعال الله معللة بالأغراض و الغايات خلافا الى ما ذهبت اليه الأشاعره…

صناعة السماء
أفعال الله معللة بالأغراض و الغايات خلافا الى ما ذهبت اليه الأشاعره ، كل أفعاله سبحانه خالية من اللغو و الجهل – تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا – ، أفعاله جلّ و علا تقوم على دعامتين العلم و الحكمه ، هذا بصورة عامه في كل أفعاله ، هناك أفعال خاصه تتجلى فيها العنايه الخاصه ، و هذا ما نتلمسه في ما حكاه القران من عناية خاصة بنبي الله موسى ( ع ) ، حيث اشار الى ذلك في عبارتين جميلتين ( و اصطنعتك لنفسي ) و ( لتصنع على عيني ) ، حيث كانت عناية السماء ترعاه في كل مفاصل حياته من حين ولادته و إلقائه في اليم الى أخذ فرعون له الى عودته الى حضن أمه الى أن كبر و بدأ صراعه مع فرعون !!!! و لم تكن هذه العنايه من غير غاية و هدف ، بل الهدف من ذلك تنفيذ المشروع الإلهي في القضاء على فرعون و اغراقه في البحر و انقاذ بني اسرائيل من ظلمه ، و تحولت هذه الحكايه الى رمز يحكي قصة الصراع بين الحق و الباطل ، هذه العنايه مبنيه على نوع من الإيحاء و هو الإلهام و الإلقاء في الروع ، هنا عناية خاصه تنفتح فيها السماء على الارض تبعث السماء رسائل صريحه و واضحه ، و السماء لا تنفتح على الارض اعتباطا مالم يكن هناك غاية كبرى ، حينما قررت السماء تكوين نطفة الزهراء انفتحت السماء على الارض و ارسلت وفدا من الملائكة ( جبرئيل و ميكائيل و اسرافيل ) و كان جبرائيل الناطق الرسمي للسماء ، يا محمد العلي يقرأ عليك السلام و يأمرك ان تعتزل زوجك اربعين يوما ، فما كان منه الا الامتثال و الطاعه ، و ان كان في ذلك ما يتعب الطرفين ، الا انه تعب في جنب الله ، و يستشعر النبي ما تحس به خديجه فيبعث لها برسول ، قل لها ما كان انقطاعي عنك لهجرة او قلى ، كلمات تختزل الحب و تفيض بالمشاعر ، لمسة حانية من النبي يزيح كل ألام البعد و الفراق ، و لما انتهت الفتره المحدده عادت السماء و انفتحت ع الارض و نزل وفد الملائكه يتقدمهم جبرائيل يحمل معه طعاما خاصا من الجنه لا يأكله غير النبي ثم يؤمر بمواقعة زوجه و تعلق النطفة المباركةللصديقة الطاهره ، فمن تكون فاطمه ؟! و ما الغرض و الغايه من وراء حركة السماء المتكرره ؟! فاطمة ابنة النبي و زوجة علي و أم الائمه ، أدركتم لماذا تنفتح السماءعلى الارض ؟! لأن النطفة المنعقده تمثل وعاء النقاء و الطهاره لمشروع الامامه ، و هو مشروع البشرية كلها ، خصوصا المشروع المهدوي الذي يتطلع اليه الانبياء و المصلحون ، لا يختص بأمة دون أمة و لا بقوم دون قوم ، و انما يمثل عصب الحياة للانسانية كلها ، اذا ادركنا ذلك أدركنا عناية السماء الخاصه و أدركنا من تكون فاطمه ، فاطمة ليست كبقية النساء فهي صناعة السماء وسر من أسرار