السبت , أبريل 27 2024
أخبار عاجلة

” عاشوراء الحسين نهضة ورقي ” بقلم محمد أبوحسن . لا شك بأن نهضة الحسين سلام الل…

” عاشوراء الحسين نهضة ورقي ”

بقلم محمد أبوحسن
.
لا شك بأن نهضة الحسين سلام الله عليه ، هي نهضة نورانية تجّلت فيها معالم وحقائق وبيانات موقف كربلاء، في صراعها الدائر بين الحق والباطل . صراع يراد منه إنارة وتوضيح تلك العلاقة الربانية التي انتهجها الأمام الحسين (ع) من أجل إصلاح هذه الأمة وإيصال كلمة التقوى . لذلك وقف الحسين يوم العاشر من المحرم مخاطباً القوم :
. ” إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين ” .
.
هكذا تجّلت تلك الرسالة بمفاهيمها الاسلامية وعناوينها الصريحة ، كان لتلك الرسالة بعدا معنويا راقيا تجسدت في انسانية ونهضة الامام الحسين عليه أفضل الصلاة السلام في موقفه الحازم ضد التجّبر والطغيان والفساد الذي أفشي واستفحل على وجه هذه البسيطة، حيث ان الحسين سلام الله عليه لم يكن راض بتدنيس الاسلام المحمدي الحنيف بتلك الافعال المنكرة المرتكبة في شناعتها ، فكان لتحرك الحسين عليه السلام في نهضته موقف يراد منه إيقاظ تلك الفئة الباغية الظالمة من نومها وغفلتها لكشف زيفها أمام الناس .
لقد كان لنهضة الحسين سلام الله عليه أهداف إصلاحية اجتماعية في مضمونها العام ، وذلك ما يدل على القول في خطبته المشهورة الا وهو الاصلاح في أمة جده رسول الله ، ويرجع ذلك الاصلاح ضد الفساد والظلم والجهل الذي أصاب تلك الأمة فأضعفها. ذلك كان نداء الحسين في مفهومه، نداء لرفع الظلم والجور عن الإنسانية وترسيخ مفاهيم الاسلام عامة بذكر الله عز وجل . فالهدف الاساس الذي خرج من أجله الحسين هو الاصلاح العام والقضاء على ذلك الفساد وتوجيه الأمة إلى الطريق الصواب، كي يكون لهم رحمة ونجاة في الدنيا والآخرة .
.
كان لمبدأ الحسين ونهضته السامية عليه السلام درسا علميا راقيا في التعامل مع الناس واحترامهم بعضا لبعض بحب وسلام ، كان يعامل الناس بحرية مطلقة لا فرق بين أبيض وأسود في إنسانيتها ليعلّم البشرية جمعاء مبدأ العيش والسلام في الحياة .
.
كان أهل البيت(ع) قدوة عملية للسلوك الأخلاقي الأصيل الذي يدعو إلى التحلي بالخلق الكريم الذي يبرز هوية الإنسان في انفتاحه على ربّه وعلى إنسانيته. نعم هذا هو الإمام الحسين، السّبط الشّهيد الذي ضحى بنفسه (ع)، والذي جسد في أقواله وأفعاله أخلاق جده رسول الله وأبيه علي وأمه الزهراء.


المصدر

عن كرزكانـ.ـكم

شاهد أيضا

انتقلت إلى رحمة الله تعالى ورضوانه الحاجة عاتقة ملا عبدالله علي محمد البناء (أم …

▪انتقلت إلى رحمة الله تعالى ورضوانه الحاجة عاتقة ملا عبدالله علي محمد البناء (أم محمد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *