عنوان الحق ” علي ” .
فاطمة حسن ✏️
.
أنه شهر رمضان، شهرٌ أرادت مشيئة الله فيه أن تكون الشياطين مغلولة، بمعنى أن لا سُلطة لديها على الإنسان، وفي وقت الصلاة، التي هي معراج للوصول للحق، وناهية عن الفحشاء والمنكر، ولكن جريمة قتلٍ متعمدة حدثت في تاريخ الأمّة في ذلك الوقت بالذات، راح ضحيتها عنوان الحق، فرسول الله (ص) يقول: ” علي مع الحق والحق مع علي ” باتفاق المسلمين. .
إذن، كيف حدثت تلك الجريمة الشنعاء، لا شياطين تحرّض، ولا هو وقت لهوٍ عابث ! .. المشكلة، إن المتتبع لكتب السيرة، يرى أن القاتل كان من القرّاء للقرآن والفقه، وكان مع أمير المؤمنين ” علي بن أبي طالب عليه السلام” في فترةٍ من حياته، ولكنه في ليلة مباركة أرعد الأرض والسماء بضربةٍ تهدّمت بها أركان الهدى، ولم تنفعه تلك العبادة الخاوية. .
رواياتٌ تحكي أنه سقط في وحل عشق ” قطام بنت الأضبع التميمي”، ويا لها من غواية شيطانية، أوقفت العقل، ليكون بن ملجم أشقى الأولين والآخرين باختياره، لما وافق على شرط الارتباط بها بأن يكون قتل قسيم الجنة والنار هو مهرها الذي أورده جهنم في الحال، ولم يحصل لا على دنيا ولا آخرة ! . .
إنها بالتأكيد تلك الجهوزية البشرية لعبادة هوى النفس الأمّارة بالسوء، والتي ربما تكون في أحيانٍ كثيرة أقوى من سلطة الشيطان نفسه، فإن توقف العقل، صار الإنسان في تيه الضلال، والشقاء الذي ربما يكون أبديًا.
قال الشاعر:
علي أمامنا بأبي وأمي
أبو الحسن المطهر من حرام
برئت من الذي عادى عليًا
وحاربه من أولاد الحرام
اللهم ثبتنا على طريق الحق طريق ولاية أمير المؤمنين علي عليه السلام، واحشرنا معه يوم نلقاك. . . * الفاتحة لروح المرحوم عبدالنبي محمد ( أبو الأنبياء ) الذي توفي في مثل هذا اليوم، ١٩ رمضان 1433هـ، حشره الله مع محمد وآل محمد، وإلى أرواح المؤمنين والمؤمنات.
المصدر