( *فلسفة الفرح في الإسلام* ) *هل الإسلام العزيز يحظر على أتباعه الفرح ؟ كيف ين…

( *فلسفة الفرح في الإسلام* )

*هل الإسلام العزيز يحظر على أتباعه الفرح ؟ كيف ينبغي لنا أن نفرح ؟*
* هل الشعور بالفرح يتناقض مع الإيمان ؟!*
هل كان النبي و آله يفرحون و كيف كانت طريقتهم في الفرح ؟ هل هناك قوالب محدده للتعبير عن الفرح لا يمكن الخروج عنها؟ و هل أننا – نحن أتباع أهل البيت – نغلب ثقافة الموت و الحزن على الفرح ؟!! .

*ما هو الفرح ؟!*
حاله وجدانيه تتعلق بالإحساس و المشاعر ، تعبر عن انبساط النفس عندما تواجه سبباً يتعلق بها ، و هو لازم نقيض الحزن .
و مادام يتعلق بالشعور فهو أمر لا يمكن منعه أو خنقه ، و إنما هو من الأثار التكوينيه التي تحصل لبني البشر ، فلا يمكن لأحدٍ لا يفرح كما لا يمكن له أن يحزن .، فلا الإسلام و لا غيره يستطيع أن يأمر أو يحظر الفرح ، مادام هناك نفس انسانيه و أحاسيس و مشاعر و أسباب داعية له حتماً سيتحقق و تكون له أثاره ، نعم دور الاسلام العزيز هو التوجيه و الترشيد تماماً كما يصنع مع بقية الغرائز ، فمثلا غريزة الجنس ليس للدين أن يكبتها فيعطل ما أراده الله و ليس له أن يفتح الأبواب على مصراعيها تعصف بكل ما يقف في طريقها ، إنما يرشدها بتوجيهها نحو الزواج .
حينما نرجع الى النصوص الدينيه من كتاب وسنةٍ نجد الكثير منها ينصص على الفرح باعتباره جزء من شخصية أتباعه .
( قل بفضل الله و برحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون ) ( و الذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أُنزل اليك ) .
من أحاديث المعصومين ( *للصائم فرحتان فرحة عند إفطاره ، و فرحة عند لقاء ربه *) ( شيعتنا خُلقوا من فاضل طينتنا يفرحون لفرحنا و يحزنون لحزننا ) و هذا يدلل على ثقافة التوازن و التعادل في المشاعر و الأحاسيس دون أن نغلب ثقافة الحزن على الفرح .

نعم الإسلام العزيز وضع محددات و ضوابط تحفظ قيمة الفرح العليا التي تدخل في صياغة شخصية أتباعه ، و أهم الضوابط : *أن لا يدخلنا الفرح في دائرة الحرام أي أن لا نقول أو نفعل ما يوجب سخط الله *، *أن لا يصدر منا القول الفاحش أو ما يستخف بذواتنا من غناء و رقص و اختلاط و تبرج و كل ما يصاحبه ، كذلك تجنب الإسراف و التبذير (* *و لا تسرفوا إن الله لا يحب المسرفين *) ( *إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين و كان الشيطان لربه كفورا* ) ،
مراعاة الأعراف و الضوابط الاجتماعيه من مواساة و مراعاة راحة الآخرين .

من مظاهر الفرح عند المعصومين ( ع ) ، هذا ما سنذكره في حديث آخر ،

*دام الفرح في بيوتكم و قلوبكم ما دمتم في طاعة الله و تقتفون أثر رسول الله و آله أولياء الله *. 🌹🌹❤️❤️