السبت , أبريل 27 2024
أخبار عاجلة

كتبت سمر أبو حسن عن أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه السلام, قَالَ: “الْمُؤْمِنُ ي…

كتبت سمر أبو حسن
عن أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه السلام, قَالَ: “الْمُؤْمِنُ يَحْتَاجُ إِلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ: تَوْفِيقٍ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَوَاعِظٍ مِنْ نَفْسِهِ، وَقَبُولٍ مِمَّنْ يَنْصَحُهُ،يُشير هذا الحديث المبارك الوارد عن الإِمام الجواد عليه السلام, وهو العالم بأحوال النفس وما يصلحها، إِلَى ثلاث مسائل، هي من أمّهات الركائز التي يتّكئ عليها المؤمن أثناء سيره إِلَى الله، ورحلته الطويلة في الكدّ والعمل الدؤوب في سبيل الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ﴾
فإنّ الناس في سلوكهم إِلَى الله صنفان:
أ- صنفٌ لم يستضيئوا بنور العلم فيهتدوا، ولم يلجؤوا إِلَى ركن وثيق فيطمئنّوا.
هؤلاء هم الهمج الرعاع، أتباع كلّ ناعق، والنتيجة الطبيعية أنْ يزدادوا حيرةً وخوفاً وقلقاً.
ب- صنفٌ ترك الغرور والكبرياء، وعرف أَنَّه مخلوق ضعيف ذليل ﴿عَبْدًا مَّمْلُوكًا لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ﴾وأنّ العبد وما ملكت يداه ملكُ سيّده ومولاه، فاستهداه الطريق، واسترشده النجاة من الحريق، فإنّ الله وحده القادر على ذلك فهناك هدايةٌ أفاض الله بها على أوليائه، فأولياؤه بها يهتدون ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ﴾
وهناك طائفة لا سبيل لها إِلَى الهداية، إِلَّا إذا تعلّقوا بالأنوار القدسية لمحمد وآله (صلوات الله عليهم أجمعين) ﴿أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى﴾
والعقل بقليلٍ من التأمّل يدرك أَنَّ الواجب عليه أن يأخذ علمه ودينه وشرائع الأحكام مِمَّن امتلأ عقله وروحه ومشاعره وأحاسيسه بنور الله تعالى.
فَمَثَلُ الفريقين مثلُ شخصين, شخصٌ أُعطي سُلّماً، فنصبه وارتقى فيه إِلَى حيث عالم القدس والطهارة, وآخر لم يُعطى شيئاً، أو أُعطي ذلك السُّلّم، فلم يستفد منه، أو لم ينصبه بصورةٍ صحيحة، فظلّ مكانه، فهو ﴿أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى﴾ طرح الأمام الجواد ع رؤيته للمؤمن الساعي وراء نجاة نفسه في ثمرة التوفيق والخذلان:
عن عليٍّ عليه السلام: “التوفيقُ ممدُّ العقل، الخذلانُ ممدُّ الجهل”
إِنَّ المؤمن الَّذِي عاش التوفيق في حياته، والطاعة إِلَى مماته، كان بذلك قد غذّى العقلَ الرحماني, لأنّ العقل هو ما عُبِد به الرحمن، واكتسب به الجنان.
أمّا إذا لم يوفّق للطاعة، فستكون جميع أعماله وبالاً عليه, إذ سيعيش غافلاً عن الهدف الَّذِي خُلِق في الدنيا من أجله.
هذا هو الجاهل حقيقة،….


المصدر

عن كرزكانـ.ـكم

شاهد أيضا

انتقلت إلى رحمة الله تعالى ورضوانه الحاجة عاتقة ملا عبدالله علي محمد البناء (أم …

▪انتقلت إلى رحمة الله تعالى ورضوانه الحاجة عاتقة ملا عبدالله علي محمد البناء (أم محمد …

3 تعليقات

  1. هذا هو الجاهل حقيقة، وهو لا يعرف من الدنيا إِلَّا قشورها.
    ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾وواعظ من نفسه:
    هذا هو العنصر الثاني، والركيزة الأُخرى الواردة في حديث الإِمام الجواد عليه السلام, فإنّه لا بدّ له من واعظ من نفسه، ووازع من داخله، لا بدّ من سَماع صوت الحقّ في نفسه، وإنْ جَلْجَل الباطلُ في الأرجاء، وإلا استمكن العدوّ من عنقه، وخَفَت صدى الحقّ في مملكته، ولم ينفعه شيء وقال أمير المؤمنين عليه السلام: “مَنْ كَانَ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ وَاعِظٌ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الله حَافِظٌ‌” هنيئاً لمن سمع، فَوَعى وعَقَل، وقَرَن قوله بالعمل، فذاك داعية الله من دون كلام.
    وَقَبُولٍ مِمَّن يَنْصَحُهُ:
    فقد يكون من تلك النفحات النصيحة الصادقة، إذا صدرت من عاقل مدرك للأمور، قد نبت أصله على الخير والحبّ والعطاء.
    نصيحةٌ صدرت من القلب إِلَى القلب، يمحضُها لك أخوك محضاً، فليس من الصلاح حينئذ رفض هذه النصيحة. #أقلام_كرزكانية
    #كرزكان
    #كرزكانكم
    #أخبار_كرزكانكم
    #منوعات_كرزكانكم
    #قريتنا
    #أخبار_القرية
    #قريتنا_الحبيبة
    #قرية_كرزكان
    #أخبار_قرية_كرزكان
    #قرى_البحرين
    #مملكة_البحرين
    #البحرين
    #بحريننا
    #bahrain
    #karzakan
    #karzakancom
    #karzakancom_news

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *