كتبت سمر بوحسن
اغتنم الفرصة
مامن أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام – يعني أيام العشر – قالوا : يارسول الله ، ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله ، ألا رجل خرج بنفسه وماله ، فلم يرجع من ذلك بشيء.
الحمدالله الذي مد في عمرنا وتفضل علينا ببلوغ ذي الحجة برحمة من لدنة ومنة ، والذي اختصه الله تعالى بفضيلة عظيمة ليست في غيره من الشهور ، يأتينا كل عام كمنحة إلهية تستريح عنده الأنفس ويجتمع شتاتها ، بعيدا عن ظروف الدنيا وملهياتها ، ترتب فيه الأمنيات وترفع الدعوات والله يسمعنا من فوق السموات ، خير أيام الدنيا أجمع ، وليس هناك عمل أحب الى الله تعالى من العمل في هذهِ الأيام ، فصلاتك في غير هذه العشر ليست كصلاتك فيها ، وصدقتك في غيرها ليست كصدقتك فيها ، وصيامك وتلاوتك وذكرك وسائر عباداتك كلها ، هي أحبّ إلى الله في هذه العشر من العمل في غيرها لفضيلة الزمان . إذا بلغك الله عشر ذي الحجة فقد بلغت نعمةً عظيمة كن لها من الشاكرين ، حتى لو كنت عاجزًا عن الصيام والصلاة لأي عذر يحجزك ، فإن الله عليم بعذرك ، خبير بحالك ، لطيف بشعورك ، رحيم بك ، يعلم ماتريد وماتتمنى ومايحول بينك وبينه ، ولو صدقت فإن النية تبلغ مبلغ العمل .
أقسم بالله بهذهِ الأيام في محكم كتابه فقال( والفجر * وليال عشر ) والله تعالى عظيم لا يقسم ألا بعظيم ، وتعظيمك لهذهِ الأيام من تعظيمك لمعظمها ، استكثر من الطاعات والقربات لله تعالى ، وحرك لسانك بالذكر والتكبير والتهليل واغنم ، واجمع حاجاتك وأمنياتك الخفية في صدرك وارفعها إلى من لا يرد الدعاء ، وتمنَّ لنفسك الخير ولوالديك وللمسلمين ولا تستعظم غايةً ولا مطلوبًا ، وتذكر أنك تسأل ربك العزيز القدير .
جمعة مباركة 🌸
المصدر
سمر أبوحسن وليس بوحسن