كتبت فاطمة حسن- الطفل عنصر مهم في المجتمع، وواجنبا أن نصحبه معنا في هذه المواسم…

كتبت فاطمة حسن- الطفل عنصر مهم في المجتمع، وواجنبا أن نصحبه معنا في هذه المواسم للمآتم ليتعلم ويحب عاشوراء، كما تعلمناها وأحببناها منذ الصغر، ولا نكتفي بذلك بل بالإجابة عن تساؤلاته بقدر استطاعتنا، وبالحديث معه عن قضية الحسين بما يوصل المفاهيم حسب قدرته العقلية والاستيعابية بسرد القصص له وهو في سن يأنس بالقصة.
وندرك جيدًا أن الصغار ليسوا كما نحن،نستطيع أن نحافظ على هدوءنا لساعة من الزمن للاستماع للمجلس الحسيني، حيث أن الطفل يريد اللعب، والصراخ، والأكل، وغيرها من هذه الأمور الطبيعية التي فعلناها عندما كنا في عمره.
و السؤال هل من الأفضل عدم جلبه للمأتم وبذلك عدم حضوري نهائيًا، أم الإتيان معه، وحمل ما يثير اهتمامه للبقاء وخصوصًا في أولى سنوات عمره التي يشعر أن الجلوس في مكان واحد أمر مزعج بالنسبة له؟
حسب اعتقادي، أن الأفضل هو تعليمه على الحضور، وتعويده على رؤية المعزين، والأجواء العاشورائية بدل حبس أنفسنا بين أربع جدران، واختيار مكان مناسب لحركته، وحمل معه ما يتناسب مع عمره من دفاتر تلوين وأقلام وألعاب صغيرة، وأطعمة محببه إليه، ليجد أن هذا المجلس هو كالرحلة بدايةً، وطبعًا حثه على الاستقرار في مجلسه وأن يلتزم بالهدوء قدر المستطاع، حتى لا يأثر ولي الأمر مع طفله تأثيرًا سلبيًا على من حوله من المستمعين.
ومع الزمن سيكبر هذا الطفل على حب الحسين (ع) ان شاء الله، ويدرك عامًا بعد عام كيف له أن يستفيد منها، ويحافظ على الحضور، لأننا لم ننفه نفيًا تامًا.
ولكن هناك ملاحظة بأن بعضنا يحضر مع طفله، ولكنه ينفيه من تواجده من حيث لا يشعر، حيث أنه لا يأتي به إلا مع جهازه الالكتروني، وبالتالي يعيش الطفل مع اللعبة الالكترونية التي تفقده التركيز مع الوقت، وتشتت ذهنه، أو يعيش مع شخصيات برنامج اليوتيوب والتي بدورها تكون بعيدة كل البعد عن أهواء عاشوراء بالغالب، وذلك ظنًا من ولي الأمر أنه بهذه الصورة يجعل طفله جالسًا مكانه ولا يؤذي الآخرين بحركته، والأمر عكس ذلك تماماً، فالجهاز لا يؤذيه فحسب بل حتى من حوله يتشتتون برفع الصوت للبرامج الالكترونية، ويتضايقون، ويسبب قلقلة لغيره من الأطفال الذين يجاهدون آباؤهم أن يقللوا من استخدامهم لهذه الالكترونيات وخاصة في هذه الأجواء.
إذن، من الجميل أن نتخذ من هذه الفترة، فترة نقاهة للصغير بأن يعتاد على الحد من استخدام لعبته الالكترونية، وأن يمارس هوايات تنمي عقله وجسمه، فكل طفل بطبيعته يقلّد على غيره، و
التكملة في التعليقات👇🏻