كرزكانـ.ـكم نعتز بخدمتكم
كتب حسن سعيد
من ما ورد في زيارة أبي الفضل العباس عليه السلام ( أشهد أنك نصحت لله ولرسوله ولأخيك ، فنعم الأخ المواسي لأخيه ) مقامُ المواساة من المقامات التي لا يصل إليها إلا صاحبُ بصيرةٍ ونفاذ إيمان وكلنا يعرف أن أصحاب الحسين أصحابُ بصيرة ولكنهم يتفاوتون في هذه المقامات ومقام العباس مقامٌ عالٍ جداً تتجلى فيه كل معاني الإخلاص والإيثار وصلابة الإيمان فقد ورد على لسان الامام الصادق(ع) أنه قال: رحم الله عمنا العباس فقد كان نافذ البصيرة ، صلب الإيمان…
فمفردة المواساة وردت في حق حامل اللواء أبي الفضل العباس ولا غرو في ذلك فهو الذي يمتنع عن شرب الماء قبل أخيه وعياله وهو الذي يرفض صك الأمان الذي يقدم له من شمر بن ذي الجوشن عندما جاء ينادي بالأمان لبني عمومته وهو حتى في الرمق الأخير من حياته يرفض أن يوضع رأسه إلا على حر الثرى كل ذلك مواساة لأخيه الحسين وكيف لا يكون كذلك وهو ابن أمير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين الذي تعددت المنقبات فيه وتتالت مواقف المواساة في السلم والحرب لرسول الله (ص) وأبرز صور المواساة بدت في يَوْمِ أحد حينما تفرق المسلمون عن النبي (ص) فغدا علي يفرق الجمع تلو الجمع حتى نادى جبرئيل قائلا: يا رسول الله إنَّ هذه المواساة عجبت منها ملائكة السماء فقال رسول الله لجبرئيل : كيف لا يكون كذلك وهو مني وأنا منه فقال جبرئيل : وأنا منكما فنادت الملائكة لا سيف إلا ذَو الفقار ولا فتى إلا علي وهنا يختلف الزمان ويتحد القاسم المشترك بين الأصل والفرع ، فالعباس في جيش الحسين بمنزلة علي بن أبي طالب في جيش النبي الأكرم (ص) رزقنا الله وإياكم في الدنيا زيارتهم وفي الآخرة شفاعتهم
#مأجورين_بمصاب_أبي_عبدالله_الحسين
#أقلام_كرزكانية
المصدر
