كرزكانـ.ـكم نعتز بخدمتكم
كتـبت سمر أبو حسـن
٤ محـرم -الجزع والخوف من الموت
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين الفهم للموت له أثرٌ كبير جداً على سلوك وحركة الإنسان في الحياة، فحينما ننظر إلى الموت على أنه نهاية المطاف والحياة وأن به تُختتم حياتنا وأن لا يوجد شيء بعد هذه الحياة، مواقفنا في هذه الحياة الدنيا تكون من نمط معين، لذلك الأمة التي تخاف وتجزع من الموت ، أحد أهم أسباب الجزع من الموت هو «التعلق بالدنيا»، كلما تعلق وأحب وانغمس وعمّر بالدنيا وكلما بنى الإنسان آماله على الدنيا خاف وجزع من الموت ولكن في المقابل أولئك الذين بنوا آخرتهم ولم يكترثوا كثيراً بدنياهم، لم يهتموا ببهارج الدنيا وإن كانوا يعيشون كبقية الناس إلا أن هذه البهارج لم تأسرهم ولم تأسر قلوبهم، هؤلاء نجد أرواحهم تُحلّق في عالمٍ آخر ولا يعيرون الموت أهمية بل لا يخافون من الموت ويتحدون الموت باقتحام الموت نحن أمام مشاهد كثيرة من التعلق بالدنيا وأمام مشاهد كثيرة من عدم العبأ بالموت في ساحة كربلاء وهنا موقف سفير الحسين عليه السلام بعد أن جرت معركة غير متكافئةاستقبل مسلم الموت بثغر باسم، فَصُعِدَ به إلى أعلى القصر، وسقط مسلم بن عقيل عليه السلام شهيداً، دفاعاً عن الحق، ودفاعاً عن مولاه الإمام الحسين عليه السلام ، لذلك من هم الأحرار؟ هم أولئك الذين يمتلكون قرارهم في المواقف الصعبة والمصيرية، الذي يستطيع أن يقول كلمة «لا» في وجه الطاغوت، عندما يكون بين كلمته وموته هذين الحرفين، عندما ينطق كلمة «لا» في وجه الطاغوت قد يكلفه حياته، هؤلاء هم الذين قد يغيرون التاريخ ومواقفه.
المصدر
