. كثيرًا ما سألني القراء هذا السؤال ” بأي جريدة تعملين؟ ” لأجيبهم بأني لا أعمل ب…

.
كثيرًا ما سألني القراء هذا السؤال ” بأي جريدة تعملين؟ ” لأجيبهم بأني لا أعمل بالصحافة إنما هاوية قلم، ما حرك فضولي لأن ابحث في العم “جوجل” عن الفرق بين الصحفي والكاتب، وهل هما وجهان لعملة واحدة؟ .
بحثت وقرأت لأجدني أمام عدة آراء وتعريفات، ولكن لا بأس بأن انتقي بعضًا مما وجدته من أقلام حول هذا الموضوع بشكل موجز
.
أولاً لنعرف تعريف الكلمتين بشكل أكاديمي:
الصحفي هو الشخص الذي يزاول مهنة الصحافة إما منطوقة أو مكتوبة، ويقوم بجمع ونشرالمعلومات عن الأحداث الراهنة، والاتجاهات وقضايا الناس وعمل ريبورتاجات، وإعداد تقارير لإذاعتها أو نشرها في وسائل الإعلام المختلفة.
أما الكاتب فيقوم صاحبها بتأليف وكتابة القصص والمؤلفات والكتب والروايات، والكاتب يعتمد على الموهبة فليس كل من يستطيع الكتابة يقال انه كاتب ومع هذا يجب تدعيم هذه الموهبة بالدراسة والتعلم والتثقيف.

وتعبّر الكاتبة السعودية وفاء آل منصور في مقالها ” الفرق بين الصحفي والكاتب”:
” كلاهما كاتب ولكل منهما قلمه وأسلوبه، وكلاهما مثقفان أيضا، فبمجرد احتضانهما للقلم يصبحان بلا شك من أعلام الثقافة الورقية والإلكترونية، ولهما وجهتهما وأسلوبهما الكتابي في أي موضوع من مواضيع الحياة، ولكن الفرق يكمن في المضمون والمعنى حول ما يكتبه الاثنان”. وتقول:” فالصحافة تعدّ وظيفة ولها راتب كما في باقي الوظائف، أما الكاتب فلا تعدّ كتاباته في الصحف أو حتى في زاوية تخصه بمنزلة وظيفة، بل كهواية غالبا أوتنفيس أو رغبة ذاتية في تفريغ علب أحباره الممتلئة بزوبعة كلمات معاتبة؛ كي تبقى كلوحة فسيفساء خالدة في الأذهان”
أما في مقال ” الكتابة الصحفية والكتابة الروائية أية علاقة؟” للروائي المغربي أحمد الكبيري فيتحدث عن الفرق بين الصحافة والكتابة الروائية مثلاً: ” يبدو جليا بأن العمل الصحفي عموما، هو عمل إخباري، تحليلي وتفسيري لقضايا مجتمعية تشغل الرأي العام. ومرتبطة في مجملها بالواقع السياسي والاجتماعي والثقافي والرياضي والمالي لبلد معين. وطبعا في ارتباط هذا البلد بمحيطه الإقليمي والدولي. مع ما يتطلبه من صدق وفورية ودقة وموضوعية وتشويق. بحيث لا نجد في العمل الصحافي مجالا لإعمال الخيال، إلا استثناء في المقالات والنصوص ذات الصبغة الإنشائية أو الأدبية.

بينما الأصل في الكتابة الروائية، حتى لما تكون مرتبطة أشد ما يكون الارتباط بواقع حقيقي أو بالسيرة الذاتية للكاتب، هو التخيل. ”

تكملة المقال 👇🏻