كل موسم عبادي تسبقه ارهاصات تتهيأ فيها النفوس لتكون مستعدة للدخول الى أجوائه ، فموسم الحج مثلا تسبقه أشهر ما قبل ذي الحجه ، بل الحج نفسه تتقدمه العمره ، و شهر رمضان يتقدمه رجب و شعبان بمثابة مقدمات الدخول اليه ، كل ذلك حتى تتهيأ النفس للدخول الى حرم الله او الجلوس على مائدة ضيافة الله ، من هذه المواسم موسم عاشوراء ، هذا الموسم العبادي و المعرفي و الروحي الكبير ، نستقبله من غير مقدمات ، تلقائيا النفس تشعر بشعور خاص بمجرد ان تهب ريح كربلاء ، وبمجرد ان تتقضى ايام ذي الحجه تشعر بحالة من الانقباض و تضيق الدنيا عليك بما رحبت ، و تتنفس الحزن ، و تزهد في الطيبات ، و كلما اقترب هلال محرم كلما شعرت بالحزن يهجم عليك و الاسى يلفك ، حتى تتطلع الاعين اليه و قد بان قوسه فأول ما تستقبله بدمعة تقتلع الروح من جذورها ، آه آه ياهلال محرم عُدت لنا بفواجع لا تحتملها الجبال و مصائب تعجز عن تحملها الرجال ، و كأن الهلال قوس في كبده سهم صوب لنا ، سهم الاحزان ، هكذا تتبدل الحياة في لونها وروحها و يتغير كل طعم فيها ، لتعيش كربلاء في داخلنا ، و نتنفس الحياة من جديد ، هكذا يلهم الله احباب الحسين حالة وجدانية خاصه يعيشونها في استقبال عاشوراء ، روي أنه قيل للامام الصادق( ع ) : سيدي جعلت فداك ، إن الميت يجلسون له بالنياحه بعد موته او قتله . و أراكم تجلسون أنتم و شيعتكم من أول الشهر بالمآتم و لا عزاء على الحسين – بمعنى بعد لم يأت اليوم العاشر – فقال ( ع ) : يا هذا اذا هلّ هلال محرم نشرت الملائكة ثوب الحسين و هو مخرق من ضرب السيوف ، و ملطخ بالدماء ، فنراه نحن و شيعتنا بالبصيرة لا بالبصر ، فتنفجر دموعنا . نعم حينما نجد ريح الحسين يعترينا الحزن و يلفنا الاسى ، لكنا لا نذبل او نموت وانما نحيىا من جديد لان الحسين نتنفسه في كل لحظه و هو الدم الذي يجري في شرايينا ، لان الحسين حياة لا تقبل الموت ، فدموعنا لاتكشف عن ضعف وانما نستمد منها القوه نتعلم منها الاباء نخط بها درب الكرامه ، و ا حسيناه هي الاوكسجين الذي نتنفسه عليها نحيا و عليها نموت …🌹🌹❤❤ #أقلام_كرزكانية
#همسات_من_نور
المصدر
السلام عليك يا ابا عبدالله الحسين وعلى الأرواح التي حلت بفنائك واناخت برحلك رزقنا الله وإياكم في الدنيا زيارته وفي الآخرة شفاعته والحشر في زمرته