لماذا يعيش البعض منا الضيق النفسي ؟ لماذا يدخل الواحد منا نفسه نفقا مظلما مليئا …

لماذا يعيش البعض منا الضيق النفسي ؟ لماذا يدخل الواحد منا نفسه نفقا مظلما مليئا بالمتاهات ؟ لماذا يحمل هم الدنيا على رأسه فيشعر كابوسا قد جثم على صدره ليكتم انفاسه ؟ ثم يفقد شيئا فشيئا سلامه الداخلي ، وتعتريه حالة من الاضطراب يفقد فيها صوابه ، واحدة مما تستوجب ذلك سوء الظن بالاخرين ، و هو شعور نفسي يقتل صاحبه حيث تضيق عينه وينقبض قلبه و تسود الدنيا في وجهه فيقرأ كل شيء بلونه الاسود القاتم ، مثله مثل من يترك فضاءً واسعاً ليتكوم في زاوية ضيقة مظلمة نتنه ، بينما هناك مساحة رحبة يستطيع من خلالها أن يتنفس هواءاً نقياً و أن يتحرك بكل حريه ، إنه حسن الظن الذي يمثل الفطره السليمه و هبة من هبات الله ، يقول الامير ( ع ) : حسن الظن من اكرم العطايا، و أفضل السجايا . و أهم ما يخلفه حسن الظن ، طمأنينة النفس ، راحة القلب و صفائه ، يخفف الهم ، يقطع عنك النصب الطويل ، من يحسن الظن بالاخرين فإنه يعيش سلاما داخليا ويعيش الاخرون في راحة منه ، لهذا يحث اسلامنا العزيز اتباعه على حسن الظن ، كما ورد عن الرسول ( ص ) : اطلب لاخيك عذرا ، فان لم تجد له عذرا ، فالتمس له عذرا ، قد يتوهم البعض بأنه نحو من السذاجة و البلاهة ، على العكس من ذلك فان حسن الظن من الفطانة و حسن السجايا و الذكاء الاجتماعي يتمتع صاحبه بلباقة ولياقة في التعامل مع الاخرين ، نعم لا يكون حسن الظن مع العلم و انما يكون في الاحتمال ، ولا يعني التفريط في الثقة المطلقه ، ( لا تثقن بأخيك كل الثقه ، فان صرعة الاسترسال لا تُستقال ) ، نعم يكون من السذاجه اذا عم الظلم و الجور في المجتمع ، كما ورد عن الكاظم ( ع ) : اذا كان الجور أغلب من الحق لم يحل لاحدٍ أن يظن بأحد خيرا حتى يعرف ذلك منه ) فلنحسن ظننا باخوتنا لتصفو النفوس و ترتاح الضمائر فتسود المحبة المجتمع و يعم الود بين الاخوان ، لهذا كان رسول الانسانيه يؤكد هذه الحقيقه من خلال حثه الدائم ( أحسنوا الظن بأخوانكم ) …. 🌹🌹❤❤ #أقلام_كرزكانية
#همسات_من_نور