كرزكانـ.ـكم نعتز بخدمتكم
متابعات صحفية: أخبار الخليج
الطفل علي الفردان يبدأ أول خطوة في حياته.. من القاهرة
الأب: أخيرا تحققت أمنيتي بعد أربعة أعوام من العلاج
منذ قرابة أربعة أعوام ولد الطفل علي حسين الفردان، وقرّت به أعين والديه كثيرا لجمال ملامحه ورقتها، ولأن الله عوضهما به عن طفل رزقا به ولم تكتب له الحياة سوى ساعات قليلة، ويومها رسم الأب والأم أحلاما كبيرة للحياة التي تمنياها لعلي ابن قرية «كرزكان». لكن الأب والأم أدركا سريعا أنه ليس كل ما يتمنى المرء يدركه، فقد اكتشف أن هناك متاعب كثيرة في النصف الأيمن لجسم علي، في الأذن والذراع، لكن أكبر المشكلات كانت في ساقه اليمنى، فهي قصيرة وركبته منثنية بشكل دائم ولا يمكن فردها.
يقول حسين الفردان والد علي -وهو سائق بإحدى الشركات الخاصة-: بدأنا رحلة العلاج فور ولادته بالتحديد منذ 3 سنوات وعشرة أشهر، وكان أملنا أن نجد حلا لساقه اليمنى وكنت أتألم كثيرا لأنه يحبو على يديه، ولا يستطيع أن يلهو مع أقرانه، وكان هذا يضايقه هو أيضا .
ويستطرد قائلا: كلما مر الوقت زاد قلقنا أنا وأمه، وكنا نتساءل: كيف سيتمكن من مواصلة حياته، والدخول إلى المدرسة وخاصة أنه طفل ذكي، وله الآن أخ عمره عشرة أشهر حالته الصحية طبيعية والحمد لله، ولم يقصر معنا الأطباء في مجمع السلمانية الطبي، لكن التقدم لم يكن بالصورة التي كنا نتمناها.
وأخيرا -يقول الأب- أخبرنا أطباء السلمانية أن الأمل معقود على إجراء جراحة، على يد جراح مصري (عالمي) خبير ورائد في جراحة تقويم وتطويل وإعادة بناء العظام في مصر والعالم، وهو الدكتور ياسر البطراوي، وشجعني كثيرا أنني عرفت أن هذا الجراح حقق نجاحات كبيرة مع حالات معقدة لأطفال وشبان بحرينيين.
وحضرت بالفعل إلى القاهرة منذ ثلاثة أشهر والتقيت الدكتور ياسر البطراوي، الذي صارحني في البداية أن حالة ابني صعبة وأنها أيضا من الحالات النادرة، ولكنه طلب مني أن أتفاءل برحمة الله، ووعدني أنه سيبذل -مع فريقه الطبي- كل ما في وسعهم من أجل علاج ابني. أجريت الجراحة في 17 يوليو الماضي، وتم رفع قدم علي من الجهاز الطبي الخاص في 13 سبتمبر الجاري، وكانت فرحتي لا توصف عندما رأيت رجل ابني مفرودة لأول مرة، وفرحت أكثر عندما أخبرني الدكتور ياسر البطراوي أن العملية نجحت ولله الحمد، وأن ابني يحتاج إلى علاج طبيعي مكثف، وسوف يراه بعد ثمانية أشهر بإذن الله.
وعن الحالة تحدث الدكتور ياسر البطراوى خبير جراحة العظام العالمي وأستاذ جراحة العظام بكلية الطب جامعة الأزهر بالقاهرة، فقال: عندما حضر علي إلى المركز تم تشخيص الحالة على الفور، حيث إننا .. التتمة بالتعليقات
المصدر
١ .. حيث إننا أجرينا مثلها 6 حالات من قبل على مدار العشرين عاما الأخيرة، وهي حالة نادرة جدا إذ يوجد بها قصر شديد وضمور بالعضلات والأوتار خلف الركبة أدت إلى وضع الركبة في وضع الانثناء بزاوية مقدارها 90 درجة، وهو وضع الجلوس وليس المشي والحركة ولا يمكن فردها، وبالتالي لا يمكن للطفل المشي عليها ولا المشي على ساق واحدة، ومع الوقت يحدث بها ضمور أكثر لعدم الحركة.
ويستطرد د. البطراوي قائلا: وفِي هذه الحالات تكون المشكلة الكبرى هي التعامل مع الأعصاب والشرايين الرئيسية بالساق لأنها تكون قصيرة ولا يمكن فرد الركبة جراحيا مطلقا، لأنه لا يمكن تطويل الشرايين ولا الأعصاب مرة واحدة، ولو تم ذلك فإنه يؤدي حتما إلى الإصابة بغرغرينة بالساق، والتي تعني عمل بتر، وقد قرأت أبحاثا علمية عن حالات حدث لها ذلك بالفعل، وبالتالي فإن علاجها يحمل نسبة مخاطرة ليست بالهينة.
ويضيف: نقوم بعلاج مثل هذه الحالات بعد عمل فحوص خاصة وأشعة مقطعية ثلاثية الأبعاد بالصبغة، وذلك لتحديد أماكن الشرايين الرئيسية المغذية للساق ثم نقوم بتركيب أجهزة مثبتات خارجية خاصة لهذه الحالات النادرة.
٢.. وفِي حالة الطفل «علي» قررت مع الفريق الجراحي تركيب جهاز تقويم سداسي الأبعاد بالكمبيوتر، وعمل فرد تدريجي للركبة وأجريت العملية في المستشفى السعودي الألماني بالقاهرة وبعدها تمت المتابعة بالعيادة أسبوعيا حتي تم فرد الركبة تماما خلال شهر ونصف الشهر، وتم رفع جهاز التقويم بالكمبيوتر ووضع دعامات خارجية لمدة أسبوع وبعدها تم رفع المثبت الخارجي بالكامل وتم عمل تجبيس للساق والفخذ بالكامل ليتمكن علي من وضع بطن قدمه على الأرض لأول مرة في حياته أثناء المشي.
ويختتم الدكتور ياسر البطراوي حديثه قائلا: أحسسنا جميعا بفرحة كبيرة جدا بنجاح عملية علي تماما مثل فرحة أهله، وبالتأكيد فإنه يحتاج إلى علاج طبيعي وتأهيلي طويل لتقوية عضلات الطرف السفلي الأيمن بالكامل، كما أنه يحتاج إلى إجراء عملية تقويم للقدم اليمني لأن بها ما يسمى مراية القدم وعددا مضاعفا من الأصابع يجب استئصالها حتى يكون شكلها طبيعيا.
الحمدلله على سلامته ❤️
الله يشافيه ويفرج عنه وقويه ويرفع راسك يابو علي