مخمخ إشوية NO. 45 الخميس : 6/1/2022 ~ ~ بقلم : عيسى الفردان ينقل عن أحد الطلبة …

مخمخ إشوية NO. 45
الخميس : 6/1/2022
~ ~ بقلم : عيسى الفردان
ينقل عن أحد الطلبة في المرحلة الإعدادية، يقول : كنا في أوقات الإستراحة نجتمع مع بعض الأصدقاء ، وكان هنالك طالب مسكين – فقير – فدعوته للجلوس معنا خاصة، وإننا نضع فطورنا مع بعض دون أن يعرف أحدنا ماذا جلب للآخر ، لكنه رفض الدعوة كونه عزيز النفس .

الطالب كان في فترة الإستراحة يتحاشى التجمعات الطلابية كونه لايملك قوت يومه – الوجبة –
و بعد عدة أشهر قمت في محاولة أخرى لإقناعه بالجلوس ، وبعد إلحاح من قبلي تقبل الأمر وجلس معنا لتناول الوجبة .

استمر الوضع إلى أن وصلنا المرحلة الثانوية، خلال تلك الفترة لاحظنا التغيير الذي طرأ على الشاب الفقير من ناحية الملابس والرفاهية وحتى المأكولات التى كان يتناولها تغيرت … فأخذته على جنب ،وسألته
ماهذا ؟ !!!
فقام وضمنى إلى صدره وأجهش بالبكاء كالطفل .
عندها قلت له : لماذا تبكي؟! ماذا أصابك ؟!
هنا… أمسك بيدي وبكى.
وقال : كنا ننام بدون وجبة العشاء، وكانت أمي وأبي لا يأكلان شيئا، وكانا يخبئان قطع الخبز إلى إخوتي صباحا، ولهذا كنت أخرج من البيت مبكرا لتوفير الوجبة إلى إخوتي الصغار ، وما أن انتقل والدي إلى رحمة الله وعفوه ، بدأ الكل يبادر بالمساعدة و العطاء وكأن القوم ينتظرون موت أبي لتقديم العون – المساعدات – بأنواعها كوننا أيتام …
فقال بحرقة : *تمنيت أبي يشبع قبل أن يموت*

*أحبتي الاعزاء*
هل هو واقع مؤلم؟ !!!
مت ثم عيالك يرتاحوا …
*عجبي …*
ممن يتكفل بمتابعة هذه الفئة، ما أن يتنبه أو يشار إليه بوجود حالة محتاجة ولكنها متعففة، إلاويستشاط غضبا ويقول : باب … مفتوح لماذا لايأتون مباشرة أو الإتصال مباشرة …
لقد كان الإمام علي ( ع ) يمر على فقراء المدينة ويتفقد حالهم، فيجلس معهم ويأكل مع أولئك الفقراء المعدومين، ولم يأخذ شرف السيادة والرفعة بل كان يوضح أن شرف السيادة هي هذه الخلق : الجلوس مع الفقراء وعدم الترفع عنهم في أي غرض كان …
لذا على من يعنيه الأمر أن يتفقدوا تلك الأسر العفيفة، فإن في دهاليز حياتهم ألم لايسمع أنينه إلا الله عز وجل …
⏬ 🔽 يتبع 🔽 ⏬