السبت , مايو 11 2024
أخبار عاجلة

مراقبة النفس جهادٌ وجداني بقلم: السيد كاظم الموسوي 19/9/2020 الحمد لله الذي…

مراقبة النفس جهادٌ وجداني

بقلم: السيد كاظم الموسوي

19/9/2020

الحمد لله الذي تطابقت مظاهر قدرته وتناسقت بدائع حكمته الأول بلا ثاني والفرد بلا مثيل الذي أحسن كل شيء خلقه دليل العباد والهادي إلى طريق الرشاد، والصلاة والسلام على عبده ورسوله ونوره الذي أتمه واصطفاه وأكرمه وابتعثه في خير أمة محمد الصادق المبين وعلى آله الهداة الميامين صلاة خالدة تامة نامية في الخالدين وترفعهم في أعلى عليين وعلى أصحابه المتوّجين الراشدين.

لقد كرم الله بني الإنسان، وسخر له الأفلاك الدائرة، وأحله بين موجوداته المقام الرفيع فمنحه العقل والفكر والاختيار والتدبر كل ذلك شرفًا وتشريفًا له وتقويمًا لشخصيته وتدعيمًا لإنسانيته، وجعل جهاد النفس ومراقبة الذات وظيفة من وظائف مسؤوليته أمام نفسه ومجتمعه، مسؤولية فرضها عليه لكونه خليفته في أرضه، عاملاً بها بحكمة وتعقل وسلوكٍ خُلقي رصين كما أراد منه، إرساءً لقواعد الحق وتثبيتًا لمبانيه، فالعمل ضمن وعظ النفس ومحاسبتها غاية السلوك الإنساني، لهذا يقول الإمام زين العابدين (عليه السلام) “يا ابن آدم إنك لا تزال بخير مادام لك واعظ من نفسك وما كانت المحاسبة من همّك وما كان الخوف لك شعارًا والحذر لك دثارًا” بهذا المفهوم يكون كمال الإيمان من تقوى النفس ومحاسبتها تأديةً لما فُرضّ عليها، وهو محور الانقياد لأوامر الله طاعة وخضوعًا، على أن يكون الإنسان في حالٍ مستمرٍ لمراقبة الذات.


المصدر

عن كرزكانـ.ـكم

شاهد أيضا

✲ ﻣأﭠم ﻛرزﻛٱن ﻟﻟرﺟٱل ،، ≣▕██ ذكرىٰ استشھاد الإمام ≣▕██ جعفر الـصـــــادق ’ع‘ …

✲ ﻣأﭠم ﻛرزﻛٱن ﻟﻟرﺟٱل ،، ≣▕██ ذكرىٰ استشھاد الإمام ≣▕██ جعفر الـصـــــادق ’ع‘ 🚩 موكب …

6 تعليقات

  1. وحيث أن جوهر وعظ النفس التأمل والتدبر والدافع بها نحو الهداية والترويض على طاعة الله اكتسابًا لأعلى الفضائل، وهي الغاية التي لا تتحقق إلا بالوازعٍ الديني وضمن نطاق حدوده ومداركه سلوكًا وتصرفًا، أي أن يكون الإنسان على نفسه رقيبًا من قبل نفسه، لأنه حين تنشأ الرقابة الذاتية تكون هناك وقاية بينه وبين حدود الله تجعله يترقى بها في منازل الإيمان والصلاح، ويكون بهذا الوصول الوجداني في حالة من الاستشعار للرقابة الإلهية، وأبعد ما يكون عن انتهاك حرمات الله، لقوله تعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ* وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ( “الحشر آية – 18- 19” مراقبة الذات أساس رفعة النفس وتربيتها على المبادئ الأخلاقية فهي الحصانة التي تقوى وتزداد بقوة الإيمان، خاصة حين تُقابل بالمعاصي، فتكون مراقبة الذات أمام مجاهدة المعصية أمر سهل ويسير، بل ويَستلذ الإنسان بترك المعصية خوفًا وحياءً من الله، فكلما ارتبط الإنسان بالله وتربي على المراقبة الذاتية، وعلِم باطلاع الله عليه، أخلص العمل وازداد هداية وتقوى، وخفف الحِمل، وأكثر من زاد الآخرة.
        بهذا البعد المعرفي يُعطي فهمًا أن أهم درجات الوعي الإنساني مراقبة الذات، لأنها من العوامل التي تساعد وبشكل كبير على النجاح والتقدم، وتمنح الإنسان القدرة على الارتياح بالشعور النفساني، ومن أوضح القِيَم التي تعزز مفهوم مراقبة الذات وصايا لقمان الحكيم لأبنه حين قال له: “يا بني، اتقِ النظر إلى ما لا تملكه، وأطل التفكر في ملكوت السماوات والأرض والجبال وما خلق الله، فكفى بهذا واعظًا لقلبك” يا بني: تعلمت سبعة آلاف من الحكمة، فاحفظ منها أربعًا ومرّ معي إلى الجنة: أحكم سفينتك فإن بحرك عميق، وخفف حملك فإن العقبة كؤود، وأكثر الزاد فإن السفر بعيد، وأخلص العمل فإن الناقد بصير”.

  2. فقيمة مراقبة الذات والخوف من الله عبادة من العبادات، وعنصر أصيل من عناصر الكون الوجودي، وصنفٌ مثالي رفيع من أصنافه الكثيرة، بل أجلّها قدرًا وأرفعها شأنًا، وذلك بما حبا الله سبحانه هذا الإنسان وشرفه بصنوف الخصائص والهبات التي ميزته عن سائر المخلوقات، لقوله تعالى: )وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْناهُمْ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً( “الإسراء آية – 70”. إلا أن هذه القيمة أصبحت في عصر اليوم مهجورة من حياة الكثير من الناس، فأصبح البعض يتابع تصرفات الغير ناسيًا مراقبته لنفسه، ومن ثمّ مراقبة الله عليه، والتي في ذاتها معصية لله سبحانه وإطاعة للشيطان، كل ذلك منشأه حب الدنيا والأنا، أي تعلق القلب بأمور تكون عائقة عن التفكر لسفر الآخرة، فكلما تعلق القلب بملذات الدنيا وزخرفها حال دون التوجه إلى الله مما يُسّهل على الإنسان الوقوع في الحب المذموم وهو حب الدنيا والانغماس فيها، وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله: “حب الدنيا رأس كل خطيئة” وعن أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) أنه قال: “حبّ الدنيا يفسد العقل ويصمّ القلب عن سماع الحكمة ويوجب أليم العقاب”.

  3. كما أن منشأ الذنوب والمعاصي بطبيعته يعود في الأساس إلى حب الإنسان للدنيا، فإذا ما سعى وراء ملذات الدنيا عُمي عن الحق تبارك وتعالى وعن يوم الآخرة حتى يكون في حالة من النسيان لها، وتكون العاقبة كما قال سبحانه وتعالى: )فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ( السجدة آية -14″ مراقبة الله والاستشعار لعظمته والخوف منه من أعظم العبادات وقد حذر الله سبحانه من الغفلة عنها لقوله تبارك وتعالى: )وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ( “البقرة آية – 235” وقوله سبحانه: )يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ( “غافر آية – 19”.
        فلو تعمّق الإنسان في هذه النظرة وصحح كل المفاهيم لأدرك أن أقوى عامل لبناء الذات مراقبتها دائمًا، وأن أقوى عامل لهدمها هو حب الأنا، ولرجّح ميزان محاسبة النفس لأنه طريق استقامته وكماله وأنه مبدأ يوّجب عليه الميل بالنفس نحو جانب الحق، لما يحمله من تزكية لها من كل دنس والابتعاد عن كل وزر ومعصية تكون سببًا لخسران الدنيا والآخرة )قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا( “الشمس آية 9 – 10” فسلوك محاسبة النفس سلوك كياسةٍ وحشمةٍ وميلٍ بها نحو ملاذه الأكبر وهو الله سبحانه، محاسبة النفس سلوك تغييري لجميل الأفعال.
        بعد كل هذه الإسهاب لماذا لا يتحول الإنسان إلى فضيلة مراقبة الذات ويكون بها من خيار الناس وصفوتهم لأن من حاسب نفسه قبل أن يُحاسب حَسُن منقلبه ومآبه وخفَّ يوم القيامة حسابه، ومن لم يحاسب نفسه دامت حسراته، وطالت في ساحة النشور وقفاته، وقادته شهواته وملذاته إلى سوء عاقبته، ولأن زمن الحياة قصير وجب على الإنسان بفكره وبنور عقله أن يستغله فيما يليق به كإنسان خُلق في هذا الوجود وأنه قد جُعل أعز ذخائر الله فيه وأنفسه، وأن يكافئه بالعمل الصالح فهو الهدف السامي والغاية الكريمة التي يُجدر صرف العمر النفيس في طلبه وتحقيقه، لا أن يكون مدفوعًا خلف الغرائز والأهداف والأهواء، ونيل المتع واللذائذ المادية، والتهالك عليها التي تصرفه وتُلهيه عن الأعمال الصالحة والتأهب للآخرة وتوفير موجبات سعادته والهناء فيها، فقد جاء عنه (صلى الله عليه وآله): “ليس ينبغي للعاقل أن يكون شاخصًا إلا في ثلاث: مرمة لمعاش، أو تزوّد لمعاد، أو لذة في غير محرم”.

  4. فلتكن مراقبة النفس هي أكبر درجة من درجات الوعي، والنظرة الثاقبة التي لا تغيب عنها دافعة بالاهتمام لما يُلاقى في الآخرة، نظرة تكون مبنية على قاعدة الأخلاق ومبدأ التربية الصحيحة التي تُربيها على الحق ويتعامل الإنسان وفق ما أوجبه الله عليه ولو على حساب نفسه، وأن تكون أول وآخر همٍ له بالإلتفات للحق لا للأنا كي لا يُفسد على نفسه سعادته ورخائه ماديًا وروحيًا دنيويًا وأخرويًا.
       نسأل الله العلي العظيم الهداية والتقوى لنا ولهذه الأمة للسير على نور الهدى والصلاح والفلاح كما سار عليه نبينا الأكرم خاتم النبيين والمرسلين محمد (صلى الله عليه وآله) المخصوصين بالفضيلة والمنزلة العالية الشريفة قدوة العباد ليوم المعاد وعلى أصحابه التابعين له بإحسان إلى يوم الدين.

  5. #أقلام_كرزكانية #كرزكان
    #كرزكانكم
    #أخبار_كرزكانكم
    #منوعات_كرزكانكم
    #قريتنا
    #أخبار_القرية
    #قريتنا_الحبيبة
    #قرية_كرزكان
    #أخبار_قرية_كرزكان
    #قرى_البحرين
    #مملكة_البحرين
    #البحرين
    #بحريننا
    #bahrain
    #karzakan
    #karzakancom
    #karzakancom_news

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *