الأحد , مايو 5 2024
أخبار عاجلة

مظاهر العيد بين الأمس والحاضر

مظاهر العيد بين الأمس والحاضر
آباؤنا يتنفسون العيد أيام أوّل!

تقرير: حسين عبدعلي خليل
تصوير: حبيب المهدي

ها هو شهر رمضان الكريم قد أسدل بستاره معلنا رحيله من جديد ، وها هو البعض قد أغلق حقائب سفره بإحكام متجها إلى بيت الله الحرام مستغلا إجازة عيد الفطر لأداء مناسك العمرة ، وعلى حد قول أحد المعتمرين ” فالعيد عيدين .. عيد الفطر وعيد الإعتمار “.. والبعض الآخر قد أغلق حقائبه أيضا مكتفيا بما كسبه في هذا الشهر المعطاء من ثواب وجزاء ، رغم أن عطاء هذا الشهر يمتد إلى أكثر من ذلك .. أما الآخرون فما زالت حقائبهم مفتوحة على مصراعيها تستلهم الكثير من الإثابة ..

 

* صلاة العيد

وعلى رغم الإشكالية المتكررة في عملية الإستهلال ، إلا إن عددا كبيرا من أبناء القرية زحفوا إلى مسجد الجامع تلبية لنداء الصلاة – صلاة العيد – بإمامة الشيخ عيسى عيد ، الذي أعقبها بكلمة إرشادية توجها بوصية يقول فيها ” في يوم من ايام الله المقدسة التي يتضاعف فيها الثواب كما يزداد فيها العقاب {…} حذار مما يكتب في كتابكم أيها المؤمنون ، ولتنظر لما فعلت في شهر رمضان ، كم من مرة صليت صلاة النوافل ، وكم مرة ختمت فيها القرآن وكم .. وكم … وبالمقابل كم مرة عصيت فيها الله ، وفعلـت معاصيه” .. وأشار الشيخ في سياق حديثه إلى إستغلال هذه الأيام إلى ما يرضي الله بدلا من إستغلاله السيء لدى البعض ، فيعتبر العيد خروج من السجن إلى المراقص والبارات وغيرها .

* زكاة الفطرة 

وبإنتهاء الصلاة و الكلمة تبادل الحضور القبلات والتهاني والتبريكات بهذا اليوم السعيد .. ولكن .. في إحدى زوايا الجامع هناك مجموعة مازالت منهمكة في عملها ، أقلامهم لاتتوقف حتى تلبث بالكتابة من جديد ، الأوراق و الظروف تنتقل من يد إلى أخرى ، والنقود من ظرف إلى آخر ، تجمع زكاة الفطرة من المصلين .. استطعت سرقة بعض الوقت من رئيس صندوق كرزكان الخيري و عضو المجلس البلدي الأستاذ محمد جابر الفردان لآخذ إنطباعه على سير العمل ، فقال ” الحمد لله .. فعملية إستلام زكاة الفطرة تسير بشكل منظم وجيد وهي تتفوق على السنة الماضية بإستخدامنا لنظرية الترقيم بدلا من تسجيل الأسماء في القوائم مما ساعد في توفير الوقت وسهل عملية الفرز ” .. أما عن المشكلات التي تواجههم في هذه العملية فأجاب الفردان ” العملية أشبه بخلوها من المعرقلات ، والمشكلة الوحيدة تقتصر في عدم انتظام الأفراد في عملية العد وتحويل قيمة الصاع إلى مبالغ نقدية ، وهذه المشكلة تكثر عند الأميين الذين يصعب عليهم الحساب بصورة جيدة ” ..

* العيد بين الأمس واليوم

أما على صعيد مظاهر الأفراح والمسرات التي إزدانت بها القرية ، فجاءت معظمها مساندة ومعززة لما قاله معظم كبار السن ( هناك بعض الفروق بين عيد الأمس وعيد اليوم ) ، حيث لم ترتق شوارع القرية وأزقتها للمستوى المطلوب في إبراز الوجه الحقيقي لعيد الفطر ، بينما كانت معظم المجالس في حركة بندولية ، فتارة تكتظ بالمعيدين وأخرى يشوبها السكون والهدوء .

وعند سؤالي عن الفرق بين الأمس واليوم أجـاب الحاج عبدالله معلم ( الكعبي ) قائلا :” رغم كبر حجم ومساحة القرية إلا أنه ليس هناك الفرق الشاسع بين عيد الأمس وعيد اليوم ، والفروقات تكمن في إنعدام خروج المصلين بعد صلاة العيد جماعة واحدة ” .. وأستلم حاج رمضان الحديث معقبا ” حيث كانوا يخرجون من مسجد الجامع مجموعة واحدة تزور البيوت مباركة لأصحابها بهذا اليوم المبارك ، أما اليوم فتكون بصورة منفردة مع إنحسارها رويدا رويدا ” ..

ومن موقع آخر كان الحاج حسن ميثم يحمل نفس الرأي في هذه المسألة ، فيقول ” إذا حان العيد يضج مسجد الجامع بالمصلين ، وبعدها يخرجون جميعا فرقة واحدة لا يتخلف عنها إلا القليل القليل ، ويجوبون بيوتات القرية بدءا ببيت الحاج كاظم بن حجي إبراهيم إلى منزل آخر .. وهلم جرى ، إلى أن يحين موعد أذان الظهر .. بينما اليوم ما إن يصلي المصلون حتى ينفرد إثنان بذهابهم إلى شمال القرية ، وآخر إلى جنوبها ، ويتشتت الجمع ” .. وأضاف :” هل تجد في الوقت الحالي عشرة أشخاص يجوبون القرية مع بعضهم البعض ؟! .. عيد اليوم بات مجرد إسما ليس أكثر .. بينما بالأمس كان إحساسا فريدا ” ..

” إنقضى الشهر مثل حلم المنام ” هكذا عزز الحاج محمد عبدالرسول الرأي السابق من موقع مختلف ، وأضاف ” فبعد الصلاة ينادي أحد المصلين بالجمع ( تفضلوا البيت ) فيلبي الجميع نداءه ، وعند الخروج من منزله ينادي آخر بأن بابه مفتوحا لهم ، وهكذا “.

 ومن داخل منزل مازال يحتفظ في بناءه برائحة الماضي بكل ما تعنيه الكلمة ، هو منزل الحاج أحمد كنه جاء جواب أم علي ( زوجة الحاج كنه ) مطابقا لما سلف ” كانت الناس تخرج قوافلا .. مجموعة كبيرة ، الكل يزور الآخر ، فلا يبقى هناك غريبا في القرية ، فمن لا تعرفه يمكنك وبكل سهولة زيارته في العيد .. بينما اليوم فلقد اقتصرت على زيارة الأهل فقط ” .. قاطعها الحاج كنه قائلا :” كان الناس بعد صلاتها تبدأ بزيارة منزل الحاج عبدالنبي الفردان ثم بيت الحاج كاظم نورالدين ثم الحاج محمد المحسن ….”.

ما عن عملية الإستهلال وظهور موعد العيد ، فلقد شن الحاج حسن ميثم حربه على الأوضاع الحالية صارخا :” سابقا أحسن من اليوم ، فسابقا كانت الكلمة كلمة واحدة ، والدرب درب واحد ، فمن تأكد من رؤيته للهلال يذهب إلى مسجد مؤمن وهناك يقابل العلماء ومنهم ( الشيخ باقر العصفور والشيخ إبراهيم المبارك رحمهما الله ) ليدلي بشهادته .. وقد كان الشيخ العصفور متشددا وهو من لديه السلطة القوية والكبيرة في البت بالكثير من الأمور ، فإذا كان الأمر يسير على ما يرام وأتضح رؤية الهلال يعلن الشيخ باقر عن العيد .. أما الـيوم فهم يجلسون مع بعضهم البعض لـكن قلوبهم شتى ، كل فرد له رأيه الخاص ، وتنتهي هذه الجلسـات بدون نتيـجة مرضـية ، فـفلان مع جماعته لديهم العيد وزيد مع جمـاعته مازالوا صـائمين ” ..

ولربما هذا الإختلاف في العيد بشكل عام وفي انقسام الناس كان وليد ظروف صعبة عاشتها الدولة في الأعوام المنصرمة ، فقاطعني الحاج حسن ” ها نحن نعيش اليوم حالة استقرار وأمان ، والظروف الصعبة قد أنولت .. ومع ذلك فنحن عشنا ظروفا أشد صعوبة مما عشتوها، وأحداث راحت أرواح منها في سنة القلعة ، في السنة التي ضرب حج صالح بن حج أحمد بالفشكة ( أي المسدس ) في خاصرته “.. وأضاف الحاج منصور البناء :” حيث كنت واقفا عند باب قلعة المنامة مع حج عبدالعزيز ولد الحاج محفوظ نتلقي الضرب ، وللعلم لم أعاصر أسطورة كرزكان الحية ( الفرساني ) في محاربته للدواسره الذين ينهبون القرى ، وهذه الأحداث حدثت بعد فترته ” ..

ولربما هذا الإختلاف في العيد بشكل عام وفي انقسام الناس كان وليد ظروف صعبة عاشتها الدولة في الأعوام المنصرمة ، فقاطعني الحاج حسن ” ها نحن نعيش اليوم حالة استقرار وأمان ، والظروف الصعبة قد أنولت .. ومع ذلك فنحن عشنا ظروفا أشد صعوبة مما عشتوها، وأحداث راحت أرواح منها في سنة القلعة ، في السنة التي ضرب حج صالح بن حج أحمد بالفشكة ( أي المسدس ) في خاصرته “.. وأضاف الحاج منصور البناء :” حيث كنت واقفا عند باب قلعة المنامة مع حج عبدالعزيز ولد الحاج محفوظ نتلقي الضرب ، وللعلم لم أعاصر أسطورة كرزكان الحية ( الفرساني ) في محاربته للدواسره الذين ينهبون القرى ، وهذه الأحداث حدثت بعد فترته ” ..
أما أم علي فتقول ” المشكلة مازالت مستمرة ولكنها تفاقمت في الفترة الأخيرة ، حتى وصلت في بعض السنوات أننا ننام ليلة العيد على أن غدا ليس هو العيد لكننا نتفاجأ في ظهيرة اليوم التالي إعلان يوم العيد ، وهذا قد تكرر أكثر من مرة ” .. ويوضح زوجها الحاج أحمد كنه ” كان الأهالي في وقت الإستهلال يجتمعون عند ساحل القرية الذي طريقه يمر بـ ( مكينة الحسين ) ” ..

وفي العيدية ، الحاج عبدالله معلم يقول :” مع مراعاة ( خرجية ) الأمس التي تغيرت عما عليه الآن ، فسعر ( خيشة ) الأرز سابقا ليس كما عليه اليوم ، لكن الأطفـال حاليا لا يقنع بالقليل ، فلو أعـطيته ( خمـس ربيات ) لا يرضى بها .. أما سابقا فالعيدية لا تتجاوز ( الأربعانات أو النص ربية ) ..
وفي نفس الموضوع يعقب الحاج حسن ” كان مجهود يوم بأكمله في تجميع العيدية سابقا بتحمل الكثير من المتاعب لا يتجاوز ( الروبيتين ) عن طريق إستلام ( بيزة ، بيزة ) .. أما اليوم فالحصول على هذا المبلغ يكون من فرد واحد فقط ”
وأم علي تقول :” العيدية كانت ومازالت على ( قد الحال ) ” وأنهت حديثها بدعاء نابع من قلب صاف ” (يالله تعطي إللي ما يشتغلون شغل )” ..

.. وقد كانت لنا هذه الصور في العيد:

عن حسين خلف

شاهد أيضا

نبارك للعريسين محمد مهدي ومحمد حمادي عقد قرانهم خلال الزواج الجماعي العاشر لمؤسس…

نبارك للعريسين محمد مهدي ومحمد حمادي عقد قرانهم خلال الزواج الجماعي العاشر لمؤسسة أحمد ضيف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *