كرزكانـ.ـكم نعتز بخدمتكم
من عادة الامم ان تفتخر بسادتها وقادتها وتعتبر يوم ولادتهم يوم ولادة لها ، وذلك لانه يمثل شريان حياة للامه و رافد عطاء لا ينضب لها فترى في يوم ولادته ولادة لها ، لأنها تسترجع كل القيم و المثل و العطاءات في بناء حضارتها ، وحتى لا تغيب عن اجيالها حقيقة صنّاعها ، و لا طريق لدعوى الرجعية والتخلف و التخشب في الماضي الذي يؤدي الى الموت والتحنط ، ذلك لانه رجوع الى التاريخ الذي يتحول الى وقود يفيض طاقة تُزيد من حركة السير الى الامام ، العودة الى ذاكرة التاريخ من خلال استعادة المناسبات الجميله يمثل عملية هضم وفهم للقيم والمواقف النبيله واعادة انتاجها بصورة تناسب زماننا ، والامة التي لا تمتلك تاريخا مرجعيا لسيرها امة لا تستطيع البقاء ، أشبه ما يكون انها تقف على رمال متحركه ، لهذا نجد مثل هذه الامم تصنع لها تاريخا و لو بالاحتيال والقوه . الليلة هي ليلة النصف من شهر رمضان حيث بيت الرساله ينتظر بكل شوق الابن البكر لسيدة نساء العالمين ، ينتظرونه بلهفة وشوق كما الارض العطشا تنتظر قطرات المطر ، في هذه الليله تتزين السماء قبل الارض لمقدم سيد شباب اهل الجنه ، بيت علي وفاطمه يمتلأ فرحة وسعاده ، هذا والنبي في رحلة بعد لم يعُد ولكن خطاه تسبقه حينما عاد فهو والخبر يتسابقان حتى غمرته البشرى وهو يحتضن وليده ويشمه ويضمه ، هذه الفرحة في قلب النبي فرحة الدنيا كلها ، كأني به وقد امتلأ وجهه سعاده وتلألأت عيناه بريقا من شدة الفرح فسماه واجرى عليه السنن و انتشر في المدينة اسمه كما ينتشر عبق الورد ، ساعات فرح عظيمه تمر على بيت الوحي وبدا النبي ينسج بافكاره الامل الذي يتطلعه للوليد و يستشرف بقراءة علمية المستقبل الذي ينتظر هذه الاسره ، إن هذا الوليد لن يكون طفلا كبقية الاطفال و انما له شأن يميزه عنهم ، ولادته تمثل حلقة من حلقات التاريخ الانساني الذي تحتاجه البشريه ، الا يحق لنا ان نعيش ذكرى ولادته وان نشارك النبي وفاطمة وعليا فرحتهم ؟!! اليس من حقنا ونحن اصحاب حضارة ان نفتخر بسادتنا وقادتنا ونعيش مفاصل حياتهم وذكرياتهم من حين ولادتهم الى حين شهادتهم ؟!! من حقنا كل ذلك أن نعيش فرحة ولادة الامام المجتبى كريم اهل البيت سيد شباب اهل الجنه الامام الشجاع الصابر كي نتعلم من مدرسته ما يعيننا في بناء حياتنا ، فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا … أبارك لكم الولاده الميمونه وجعلنا واياكم من السائرين على خطاهم …. 🌹🌹❤❤
المصدر
