من نعم الله على مخلوقاته أن منّ عليهم بنعمة الوجود ، و امتاز البشر دون غيرهم بنع…

من نعم الله على مخلوقاته أن منّ عليهم بنعمة الوجود ، و امتاز البشر دون غيرهم بنعمة العقل ( و لقد كرمنا بني آدم ) ، و حيث أن الله لم يخلقنا من غير هدف و غايه ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا و أنكم الينا لا ترجعون ) ، انما خلقنا لغاية ، و بلوغ هذه الغايه لايكون الا عبر طريقٍ رسمته السماء ، ( اهدنا الصراط المستقيم ) ، و بعث الانبياء و المرسلين و أنزل معهم الشرائع و الكتب من أجل هداية الانسان ، و قفا بعدهم بالاوصياء و الاولياء و جعلهم منارات هدى تنيرالدرب للسائرين ، الا ان نزعة الشر عند بعض بني البشر و شهوة السلطة و الظلم دفعت بهؤلاء ان يعمدوا الى طمس الحقائق و اطفاء نور الحقيقه ( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم و الله متم نوره و لو كره الكافرون ) من خلال تغييب المعرفه و حجبها و نشر الجهل في المجتمع ، و من خلال سلب الامة ما تبقى لها من خُلُق و قيم و نشر الرذيلة حتى يسهل عليهم سوقها و التحكم في مصيرها ، لذلك كانت حركة الانبياء و الاوصياء تعتمد هاتين الدعامتين في بناء المجتمع الصالح ، ومن هذه الكواكب النيره الامام الصادق ( ع ) ، الذي شيّد مذهب اهل البيت ( ع ) في الفقه و العقيده ، و جعل من مسجد الرسول (ص ) مدرسة تموج بطلابها من كل المسلمين ، و لم يقتصر على علوم الدين بل تجاوز ذلك الى علم الكيمياء و الفلك و غيرها ، من هذه المدرسة تخرج ائمة المذاهب و حملة المعارف لينتشر الوعي و تعم المعرفه ، وغذى الصادق هذه المعارف بالقيم و المثل العاليه لتعطي قيمة للعلم و تمده بالحياة ، و من طبع الناس أن تنجذب لهاتين الخصلتين ، فالعلم يجذبها شاءت ام أبت ، والاخلاق و القيم تشدها ، لكل هذا انثالت الناس على ائمة الهدي و تحشدت الجماهير حولها ، و شكلت خطرا على السلطات أنذاك ، فاستشعروا ان وجود الامام هو اصل الخطر ، فعمدو الى إبعاد الناس عنهم بتجهيلهم و تلويث فطرتهم من جهه ، و من جهة اخرى محاصرة الامام و التدبير لاستئصاله و القضاء عليه ظنا منهم بذلك أن يطفئوا نور الله ( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواهم و يأبى الله الا ان يتم نوره و لو كره الكافرون ) ، سيبقى هذا النور ليملأ الارض و تعيش الانسانيه الهداية في ظله ، فسلام على امامنا الصادق يوم ولد و يوم استشهد و يوم يبعث حيا ، ….. صباح العلم و الخلق القويم 🌹🌹 #أقلام_كرزكانية
#همسات_من_نور