كرزكانـ.ـكم نعتز بخدمتكم
من هو الغني ؟ اول ما يتبادر الى الذهن هو من يمتلك الثروه وتحت يده الاموال الطائله والذهب والعقار وغيره ، فمن هو الفقير ؟ هو الذي لا يمتلك شيئا من ذلك ويمكن ان يكون معدما ، هذه هي النظرة السائده في فهم المفردتين و التي على اساسها نقسم المجتمع الى طبقتين : الاغنياء و الفقراء، ولكن بالنظره الفاحصه والحكيمه يتبين ان الغني و الفقير يختلف عن ذلك تماما فقد ينقلب الفقير غنيا والغني فقيرا ، الغني : هو من يمتلك نفسا تدرك القناعه وتترفع من ان تلهث وراء الاخرين حتى لا تعيش الظمأ الدائم ، فمن لا يحتاج للاخرين فهو غني ، اما الفقير : فهو من يده ممدودة للاخرين ، او تراه يلهث وراء شهوة المال والعقار وغيرها ، فهذا فقير وان امتلك الدنيا بما فيها ، لأن الفقير المحتاج للاخرين ، وخير ما وصف النبي ( ص ) الغنى : خير الغنى غنى النفس . ويقول امير المؤمنين : الغنى الاكبر اليأس عما في ايدي الناس . وهذا من اليأس الممدوح ، يقول مولانا الصادق : من فخر المؤمن وزينته في الدنيا والاخره يأسه مما في ايدي الناس ، واختصر القران الغنى في كلمة واحده ( التعفف ) ، اما كيف تتحصل النفس على هذه الفضيله ؟ لا يكون ذلك الا بترويض النفس وتعليمها على ذلك وقبولها القناعة بما عندها ، وهذان الامران لا يحصلان الا بتحصل امرين ايضا : كمال العقل : من تمام العقل التعفف ، يقول الكاظم ( ع ) : يا هشام : من اراد الغنى بلا مال … فليتضرع الى الله في مسألته ، بأن يكمل عقله . فمن عقل قنع بما يكفيه ، ومن قنع بما يكفيه استغنى ، ومن لم يقنع بما يكفيه لم يدرك الغنى ابدا . و حب الدنيا والانغماس فيها واللهث وراء الشهوات من اسباب الفقر ، يقول الصادق ( ع ) : من أصبح و أمسى والدنيا اكبر همه جعل الله تعالى الفقر بين عينيه وشتت امره ، ما اجمل بالمرء ان يكون غنيا لا يمد يديه للاخرين ولا يمد عينيه الى متاع الدنيا ، انه غنى النفس الذي امتدحه القران ( يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف ) ، يومكم تعفف وطهارة نفس 🌹🌹❤❤
المصدر
