كرزكانـ.ـكم نعتز بخدمتكم
ناصفة حلاوة. .
فاطمة حسن
.
ليلة النصف من شعبان تطرق الأبواب قريبًا والكل يتهيأ لهذه الليلة العظيمة، كلٌ حسب ميوله ومعتقده نحوها، فالبعض يتحمس للفعاليات والخروج مع الأطفال، والبعض متهيء لها بالتفنن في عرض ما سيوزعه على الناس في تلك الليلة، والبعض قد حسم الأمر بأنها ليلة مباركة للعبادة والتقرب من الله بروحانية تماثل ليلة القدر فقد جاء في الحديث بسنده عن جعفر بن محمد الصادق ع قال: سئل الباقر ع: عن فضل ليلة النصف من شعبان؟ فقال: هي أفضل ليلة بعد ليلة القدر، فيها يمنح الله تعالى العباد فضله، ويغفر لهم بمنّه، فاجتهدوا في القربة إلى الله فيها، فإنها ليلة آلى الله على نفسه أن لا يرد سائلاً له فيها ما لم يسأل معصية[( **)].
.
.
وقد لا يختلف اثنان حول أن منشأ هذه الليلة، فهي ليست موروث شعبي وحسب بل أن جذورها ذو منشأ ديني بحت لما ذكره الفريقان من فضل ليلة الخامس عشر من شعبان وعظمتها، فقد كثرت الأحاديث والأحداث حولها، وقد اتفق علماء الشيعة على ولادة الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن عجل الله له الفرج قد صادف تلك الليلة. .
.
وعليه فالمجتمع بأسره متفق على إحياء هذه الليلة بجميع تصوراتها الدينية، والاجتماعية، والأخلاقية، إذن كلنا مسؤلين أن تكون تلك الليلة ليست فقط هرجٌ ومرج، وأكلٌ وشرب، بل ليلة ممزوجة بالفرح والبهجة بلا معاصي، وبلا اشكالات تبعد هذه الليلة عن مضامينها المرجوة للمجتمع. .
فانتقاء حلية وصحية الأطعمة مسؤولية، انتظام الشوارع بما لا يبعدنا عن أجواءنا المحافظة مسؤولية، ملئ المآتم والمساجد بالعبادة وإحياء أمر أهل البيت ع مسؤولية، فإن حافظ كل فرد على مسؤوليته ستكون تلك الليلة من أجمل وأعمق الليالي في نفوس الجميع. .
أدام الله لكم الأفراح والمسرات وأبدل سوء الحال بحسنه إنه قادر على كل شيء. .
.
**الحر العاملي: محمد بن الحسن، وسائل الشيعة، حديث 10183، مؤسسة آل البيت لأحياء التراث، بيروت، الطبعة الأولى1993م.
المصدر
