نحن على اعتاب الشهر الكريم حيث تتسابق نفحاته كل اجوائنا ويستوطن قلوبنا قبل بيوتنا ، بدأ المسلمون فيما بينهم يتبادلون التحايا والتبريكات ايذانا منهم بقدوم الضيف العزيز ، وبدأت الابتسامات تتخذ مواقعها من وجوهنا فرحة بحلول الضيف الغالي ، وبدأ نمط حياتنا يتبدل تدريجا لينسجم مع اجواء الضيف القادم ، مع اطلالة هلال الشهر الكريم تعلن لحظة بداية ولادتنا الحقيقيه ، فهو مبدأ الحساب عند اهل السير والسلوك ، وكما ورد عن الامام الصادق ( غرة الشهور شهر رمضان ) ووصفه النبي الاكرم ب ( شهر البركة والرحمة والمغفره ) ، من أهم ما نحتاجه للدخول الى حرم هذا الشهر التخفف مما اثقل عواتقنا من الذنوب والمعاصي ، ولا طريق لذلك الا بالتوبة والأوبة الى الله ( الهي انت الذي فتحت لعبادك بابا الى عفوك سميته التوبه فقلت : توبوا الى الله توبة نصوحا ، فما عذر من اغفل دخول الباب بعد فتحه ) ، ولا استثناء في الامر الا للمعصوم ، فكلنا عرضة للانزلاق وفريسة للخطايا ، كل ذلك بسبب شقوتنا وتقصيرنا ، لكن الله – وهو اشفق بنا وارحم – في كتابه المحكم علمنا فنون الخروج من المعصيه ولم يقفل علينا ابوابه ، بل تلطف ورحم ففتح لنا هذا الباب فما علينا الا الولوج ، وواحد من المحطات شهر رمضان حيث السبل ممهده والطرق مشرعه فلا شياطين تعترض و لا ابالسة تعيق سيرك ما عليك الا ان تجانب المعصيه ، ومن جميل فعل الله بالعبد التائب انه يستر ذنبها ، و ينسيه ما اذنب ، ويسقط العقوبه ، ويبدل السيئات حسنات ، ويحبه الله ( ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) ، بل اكثر من هذا يجعله من اهل الكرامة عنده ، اي انك لو توسلت به لاستجاب الله دعوتك ، كما حصل لكثير من التائبين الذين تحولوا الى اولياء جزئيين كبُشر و غيره ، وكما في البحار قصة الشاب الذي ماترك معصية الا اقترفها ، كيف انه لما تاب توبة نصوحا تاب الله عليه و ارسل عليه غمامة تظلله من حرارة الشمس ، هكذا يكون التائب عند الله حينما يدير ظهره لكل شيء يشده لغيره بعد ان ذاق حلاوته الوهميه فلا يجد له ملجأ سوا الله سبحانه ، فالتوبة حياة بعد موت ( فأحيه بتوبة منك يا املي و بغيتي … فوعزتك لا اجد لذنوبي سواك غافرا … فان طردتني من بابك فبمن الوذ ؟ ) فلنفتح قلوبنا لاحبابنا ولنغمض اعيننا عن تقصيراتنا وليحمل بعضنا البعض في هذا الشهر الكريم فان بابه واسع لا يضيق … أبارك لكم الشهر الكريم جعله الله شهر خير وبركة ورحمة على الجميع 🌹🌹❤❤
المصدر