كرزكانـ.ـكم نعتز بخدمتكم
هل أصبحت المساجد والمآتم مصدرا حصريا لوباء كورونا؟!
محمد خليل الشاخوري
منذ فبراير الماضي والعالم يعيش وضعا مستجدا فرضه انتشار وباء كورونا “كوفيد ١٩” وما خلفه من اعداد غير مسبوقة في الاصابات والوفيات ليتحول لوباء عالمي يستدعي اجراءات صارمه كغلق الحدود وعزل المناطق وفرض حظر التجول واغلاق كامل للمحلات التجارية وغيرها من الاجراءات.
الا أن هذه الاجراءات ومع استمرار غياب الافق للحصول على لقاح معتمد لهذا الوباء قريبا ونظرا للضرورات الاقتصادية شهدت الكثير من التغيرات حيث تم افتتاح المحال التجارية بشكل كامل وعادت الحياة بشكل تدريجي لطبيعتها رغم استمرار تسجيل اصابات ووفيات بفيروس كورونا “كوفيد ١٩” وبوتيره أكبر تحت عنوان التعايش مع الوباء.
هذا التوصيف هو ما نعيشه في البحرين فقد تم افتتاح جميع المحال التجارية وأعلن عن موعد للافتتاح الكامل للمطاعم والمرافق الرياضية والترفيهيه وفقا لتعليمات واجرءات معينه، وبقت وحدها المساجد والمآتم مغلقه حتى اشعار آخر رغم اقتراب موسم عاشوراء وما تشكل هذه المناسبه من اهمية في وجدان محبي أهل البيت عبر احيائهم لشعائره على مر السنين.
وفي هذا الاطار جملة من الأسئله المشروعه، فهل أن المساجد والمآتم أصبحت المصدرالحصري لفايروس كورونا؟! وهل أن الاجراءات والاحترازات الصحية يمكن تطبيقها في كل المرافق الخاصة والعامه عدا المساجد والمآتم؟! وهل فعلا الضرورات الاقتصادية أكثر اهميه من ممارسة الناس لعباداتهم وشعائرهم؟
حقيقة الأمر أن البعض راح يستسخف العبادات والشعائر الدينية ويجعلها أمرا ثانويا يمكن تأجيله لأجل غير مسمى في قبال الضرورات الاقتصادية وهذه النظره لا تنم الا عن جهل اصحابها إذ أن ممارسة الشعائر الدينيه ولأهميتها الكبرى دائما ما كانت تلحظ في الدساتير والاتفاقيات الدولية التي ترعى حقوق الانسان وهي ليست امرا ثانويه بل من أسس الحياة الطبيعية للبشر.
وبالقياس، فإن كافة الاجراءات المتبعه لاستئناف الحركة الاقتصادية بشكل طبيعي يمكن تطبيقها بمسؤولية وصرامه لاحياء موسم عاشوراء فنحن هنا لسنا بصدد المطالبه بفتح المجال لاحياء الشعائر كيف ما كان بل بمسؤولية لا مجاملة فيها، و إن المآتم التي لا تمتلك امكانيات تطبيق هذه الاجراءات يتوجب عليها عدم المخاطره، وهو أمر يمكن نقاشه لاحقا بعد فتح المجال رسميا لاحياء العبادات والشعائر.
فالمطلب اليوم أن تقارب الضرورات والاحتياجات الدينيه بالأهميه ذاتها التي تعامل به الضرورات الاقتصادية وإن أي تسخيف متعمد للعبادات والشعائر تحت ذرائع واهيه هو أمر مرفوض ويجب مواجهته، كما أن اجراءات السلامه والوقاية من…
المصدر
