وباء كورونا..فرصة ذهبية ٢ محمد خليل الشاخوري ذكرت في المقال السابق أن أي تحد أ…

وباء كورونا..فرصة ذهبية ٢

محمد خليل الشاخوري
ذكرت في المقال السابق أن أي تحد أو أزمة ماهي الا فرصة للمراجعه والتغيير وتحقيق نتائج لم يكن بالامكان تحقيقها في الظروف الطبيعيه، والفرصة التي أتحدث عنها ليست مرتبطه بالأمور المادية بل تتعداها لما هو أشمل كالمفاهيم والقواعد ونمط الحياة والانظمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، بل أن اغتنام الفرص للتغيير على المستوى الفكري أهم بكثير من النتاىج المادية المبنية على انفعالات مؤقته.
من الواضح أن وباء فايروس كورونا “كوفيد ١٩” قد هيأ الفرصة لكشف ما نعانيه من خلل في ترتيب اولوياتنا واهتماماتنا سواء على صعيد الدول أو الصعيد المجتمعي والفردي، فالدول التي كانت تخصص ميزانيات ضخمه على التسلح والمشاريع غير التنموية على سبيل المثال صار لزاما عليها بعد هذه الأزمه أن تعيد ترتيب اولوياتها لتحتل الصحه والتعليم الأولوية من حيث الاهتمام وتخصيص الميزانيات، كما أن هذه الأزمة تستوجب اعادة النظر في النظام الرأسمالي المنفلت البعيد عن أي قيم والذي تتحول فيه البلدان وما تحتويه من بشر وحجر لبقرة حلوب في وقت الرخاء الاقتصادي وعند الازمات تقدم للذبح والسلخ. اما على الصعيد الاجتماعي فالفرصة مواتية للتخلص من عدد من الصور النمطية السائدة قبل هذا الوباء سواء في وعي وسلوك الافراد او المؤسسات، فعلى سبيل المثال لا الحصر أصبح من الواضح اهمية وجود مؤسسات الضمان والتكافل الاجتماعي، وأن وجود هذه المؤسسات ضرورة قصوى وبحاجه لاستقطاب افضل الكفاءات والكوادر التي ترتقي بالعمل الخيري والتطوعي وتساهم في تطويره وتوسيع دائرة الاعانه من شكلها النمطي لتشمل كل مراحل التعليم للطاقات التي قد تقف الماده حجر عثره في طريقها وما يترتب على ذلك من ضياع لطاقات كامنه ومهمه في المجتمع.
ومن الامثله للفرص التي اتاحها هذا الوباء على مستوى الوعي الثقافي ترتيب اولويات الافراد وتقديرهم لأصحاب العلم والتخصص، فنجد أن هذا الوباء اعاد للأطباء والعلماء دورهم في المجتمع بعد ان كانت شخصيات تافهه خاوية من أي علم او قيمة انسانية او فائدة متصدرة للمشهد.
كما أن هذا الوباء ساهم في ابراز الدور الحضاري لرجال الدين حيث كان البعض يحاول جاهدا تكريس صورة نمطية في اذهان الجيل الجديد بأن رجال الدين والعلم في تضاد، فرأينا رجال الدين يبادرون وقبل الجهات الرسمية لتعليق كل الفعليات الدينيه ويحثون على الالتزام بالتعليمات الطبيه ويحذرون من اي تساهل في الالتزام بالتعليمات الصادرة من قبل المختصين، في مشهد يجسد التكامل بين الدين والعلم.
هذه بعض الامثله للفرص التي جاء بها … يتبع في الرد 👇