كرزكانـ.ـكم نعتز بخدمتكم
( ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين )
بقلم المبدعة سمر بو حسن
ينتابني القلق ، وأشعر أنني مشتتة عند مفترق الطرق ، لا أعلم أي طريق أسلك ولا أعلم إن كنت أدرك ماأريده حقاً أم أنني لا أدرك ،وسأمضي لا محالة وأنا لا أعلم ماذا بعد هذا الطريق … هل سأرضى أم سأهلك ؟
أراقب خيارتي التي أملكها ، أوازنها بين العقل والعاطفة ، وأحاول جاهدة في ترجيح الصواب بينهما ، فليس كل قرار يحتمل الخسارة ،ولا كل خسارة تحتمل التعويض ، وماأكثر أن نقع نتيجة خياراتنا الخاطئة .
وحتى خيارتنا الخاطئة لا يعني نهاية العالم – وهذه من رحمة الله بنا ، ولكن أخشى أن تأخذني العزة بقدراتي في أني أستطيع ، وقناعاتي بأن هذا الصحيح ، وأنسى أن أطلب التوجيه من الله ، أخشى أن أكون متأكدة تماماً من قرارتي الى الحد الذي يجعلني واثقة بما أظن وبما أملك ، أخشى أن أتكل على نفسي في حين غفلة ، أو أغترّ بثقتي العاليه اتجاه ماأختاره فيسقط على رأسي .
ليس كل خوف تشاؤم ، ولكن مشاعر الندم والحسرة التي تجلدنا بعد كل خسارة تجعلنا نتذكر كم كنا ضعفاء جداً ، وكيف أننا اتكلنا في أمرنا على ضعفنا وعجزنا ولم نتكل على الله القوي القادر .
كيف أننا نسينا أن نتوكل على الله قبل أن نبدأ ، ونسينا أن نسلم الى الله أمرنا وأن ندعوه السداد والصواب والتوفيق ، فإننا حينها حتى إن خسرنا فلن نخسر رضا الله ، لأن القلب مطمئن بتدبير الله له . ( ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين )
مرعبة فكرة الاتكال على النفس ، وأتعجب من مقالات الثقة التي تدعو إلى الايمان بالنفس وقدراتها ، متناسية أن الثقة بالله والاتكال على الله يأتي أولاً.
( ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين )
لأن النفس تخذل ، وتدبير الله هو الخير فيما نحب ونكره ،ومحال أن يتكل العبد على ربه ثم يخيب ، لا يخيب من اتكل على الله أبداً 🌸
المصدر
