الأربعاء , مايو 15 2024
أخبار عاجلة

{ولا تيأسوا من رَّوح الله}. بقلم: السيد كاظم الكرزكاني. ٢٩/ ٥/ ٢٠٢١. إن مع…

🔹️🔸️🔹️🔸️🔹️🔸️🔹️

{ولا تيأسوا من رَّوح الله}.

بقلم: السيد كاظم الكرزكاني.
٢٩/ ٥/ ٢٠٢١.

إن معظم دروس الحياة، إن لم تكن جلّها تتلخّص في مبدأ واحد وهو الأمل والقدرة على الصبر والإنتظار، ومهما كان الطريق أمام الإنسان طويلاً، فهذا لا يعني أنه إذا سار فيه بصبر وثبات لن يُدرك غايته ولن يصل إلى نهايته.

فكل أمر لا يتحقق إلا بروح الأمل والتفاؤل، وهما بُعدان لا يأتيان من فراغ ولا يستحدثان من عدم، وإنما من إيجاد قيمة إيمانية عميقة ورابطة صادقة وهي حسن الظن بالله والثقة به والتوكل عليه.

الأمل والتفاؤل شعور عاطفي وجداني يتحول بهما الإنسان ومن خلالهما إلى شخص باحث عن الخلاص لما وقع فيه من حوادث الدهر وتقلباته بنحو من الإيجابية حتى وإن بدت صعبة أو مستعصية الحدوث، بل ذهب البعض أنهما من السلوك الذي يصنع المجد الإنساني ويعزز من قيمة وجوده، وأنهما بمثابة النور الوضاء في الظلام الحالك والمخرج حين البأس والشدائد، والمتنفس في وقت شدّة الكرب، وبهما تُحل كل مشكلة وتُفك كل معضلة.

بالأمل والتفاؤل تزداد عزيمة الإنسان في الاستمرار للنظرة الإيجابيّة التي تبعث في النفس روح الطمأنينة والراحة، وتعطيه قوة تنتشله كلما اقترب من حافة اليأس والقنوط.

والبلاء في منهجية أهل البيت (ع) ما هو إلا نعمة من الله ينبغي الشكر عليها، فقد رُوي عن الإمام علي (ع) قوله: {إذا رأيت ربك يوالي عليك البلاء فاشكره وإذا رأيت ربك يتابع عليك النعم فاحذره} وما أُحيط البلاء بإنسان وصبر إلا وكانت له نعمة، كما ورد عن الإمام العسكري (ع) في قوله: {ما من بلية إلا ولله فيها نعمة تحيط بها}.

فكلما اشتد البلاء بالإنسان سواء في بدنه أو في معيشته وصبر عليه إيمانًا واحتسابًا، كانت منزلته عند الله أعظم ودرجته أعلى، فعن الإمام الصادق (ع) {إنما المؤمن بمنزلة كفة الميزان، كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه} وقال: (ع): {إذا أحب الله عبدًا صب عليه البلاء صبًا فلا يخرج من غم إلا وقع في غم} البلاء على قدر الإيمان، فلا يكون الإنسان مؤمنًا حتى يعدّ البلاء نعمة والرخاء مصيبة، وهو ما أكده الحديث الشريف للإمام الكاظم (ع) بقوله: {لن تكونوا مؤمنين حتى تعدوا البلاء نعمة والرخاء مصيبة، وذلك أن الصبر عند البلاء أعظم من الغفلة عند الرخاء} ولا يعنى أن تعلّق المؤمن بالأمل والتفاؤل أنه لن يمرض ولن يموت، ليس الأمر كذلك، فهي سنّة كونية حتمية سنّها الله تبارك وتعالى على جميع خلقه ولا مناص للإنسان منها إنّما ليميز المؤمن فيها عن غيره بما يمتلكه من إيمان يقوده إلى الرضا والتسليم لكل الأقدار الإلهية ويكون عند حدوثها صابرًا حامدًا..


المصدر

عن كرزكانـ.ـكم

شاهد أيضا

✲ ﻣأﭠم ﻛرزﻛٱن ﻟﻟرﺟٱل ،، ≣▕██ ذكرىٰ استشھاد الإمام ≣▕██ جعفر الـصـــــادق ’ع‘ …

✲ ﻣأﭠم ﻛرزﻛٱن ﻟﻟرﺟٱل ،، ≣▕██ ذكرىٰ استشھاد الإمام ≣▕██ جعفر الـصـــــادق ’ع‘ 🚩 موكب …

9 تعليقات

  1. تلك هي منهجية أهل البيت (ع) في التعامل مع البلاء وغيره من الشدائد أما اليأس والقنوط والجحود فهو زاد الكافر ومتاع الغافل ولا ينبغي للمؤمن أن يكون كذلك، ولا يتأتى له أن يقنط من رحمة الله أو يقطع الرجاء منه وهو مُتمسك بخطّ أهل البيت (ع) وهل هناك أبلغ من قول أمير المؤمنين الإمام علي (ع) في قوله: {إن صبرت جرى عليك القضاء وأنت مأجور وإن جزعت جرى عليك القضاء وأنت مأزور} من هنا ترى المؤمن العارف الثابت يتخذ من مصائب الدهر ونوائبه وسائل للقرب من الله تبارك وتعالى.
    بالأمل والتفاؤل تسعد الحياة وتزدهر وتستمر حركة الإنسان فيها بإيجابية وإنتاجية مستمرة يؤدي من خلالها تكليفه الشرعي في إعمار الأرض بما يُرضي الله سبحانه، كاسبًا للأجر مُحصلاً للخير، بعيدًا عن خطوات الشيطان التي تقوده إلى القنوط واليأس ليخمل في الحياة ويفقد بهجتها، عليه أن يجعل من الأمل والتفاؤل نوافذ تبقى دائمًا مفتوحة أمامه ولا يلوثها بغبار اليأس، وأن يَبقى بروح الأمل زارعًا بذرة النظرة الروحية في نفسه غير مستسلمٍ لأحزانه وهمومه، ولا يجعل من اليأس أداة تقتل فيه روح الحركة وتمنعه من تحقيق آماله وطموحاته.
    فحري بالمؤمن أن يكون مصداقًا لقوله تعالى :{وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} الذي هو مصداق حقٍ يدعو إلى روح الأمل التي ينبغي أن لا تغيب عن الفكر والإدراك، متيقنًا محتسبًا صدق الوعد الإلهي: {سَيَجْعَلُ الله بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا}.
    قد يضعف الإنسان حين يمر بظرف من المحنة أو البلاء، وقد يكون في شدة من الهلع وقلة الحيلة وربّما يتحول إلى شخص ضعيف فاقد للإِرادة، ولكن حين يتوجه بقلبه نحو الله جلّت عظمته صابرًا محتسبًا مدركًا لحكمته فيما يفعل، هنا تتسلل خيوط الرّحمة إلى قلبه وتحلّ السكينة في نفسه فيصيح راضيًا صابرًا مُحتسبًا بالذي كُتب عليه، تراه وقد أشرق وجهه أملاً ويقينًا في الله، ناظرًا إلى لطفه وحكمته سبحانه موقنًا بأن البلاء لن يدوم مهما صعُب وبلغ، هذه هي ثقافة الإيمان التي ينبغي للمؤمن أن يتغذى بها ويملأ قلبه بالله اعتقادًا وهو القائل: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} فما أحوج الإنسان المؤمن أن يقصي اليأس ويعيش سيعدًا كي لا يكون سببًا في هلاكه.

    نسأل الله العلي الأعلى بحق أبواب الفيض الإلهي أنوار الهدى محمد وآله الطيببن الطاهرين، أن يكشف ما حلّ على الأمة وما أُحيط بها من بلاء ووباء وأن يكون لها نعمة لا شقاء، والحمد لله رب العالمين.

  2. #أقلام_كرزكانية #كرزكان
    #كرزكانكم
    #أخبار_كرزكانكم
    #منوعات_كرزكانكم
    #قريتنا
    #أخبار_القرية
    #قريتنا_الحبيبة
    #قرية_كرزكان
    #أخبار_قرية_كرزكان
    #قرى_البحرين
    #مملكة_البحرين
    #البحرين
    #بحريننا
    #bahrain
    #karzakan
    #karzakancom
    #karzakancom_news

  3. 👏 الله يفرج هالغمة عن الامة اجمع ويزيل البلاء

  4. احسنتم سيدنا بارك الله فيكم ما احوجنا الى بث روح الأمل والطمانينة في نفوسنا في زمن المحنة

  5. الله يرحمه برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته

  6. تسلم يالهاشمي كلك عطاء

  7. إلهي يا أرحم الراحمين نسألكم من كل خيرا انزلته ان ترحم موتانا وتشفي مرضانا ومرضى المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات بالشفاء العاجل ملاها الصحه والعافيه والسلامة أأمن يا رب العالمين بخير الصلاة على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم ياكريم يارب العالمين ..

  8. بارك الله فيك واعطاك الصحة والعافية والعمر المديد

  9. بارك الله قلمك الرائع .. ( سيجعل الله بعد عسر يسرا ) ونعمة بالله 🌱

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *